مع استمرار الصراع في السودان والقصف المتبادل على ضواحي العاصمة الخرطوم، تدخل الأزمة إلى أسبوعها السادس، فيما تظل محاصرة المدنيين بأزمة إنسانية ونزوح أكثر من مليون شخص وسقوط أكثر من 900 قتيل وآلاف الجرحى.
ورغم مضي ساعات قليلة فقط على توقيع كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتفاقاً حول هدنة قصيرة تمتد 7 أيام، تجددت الاشتباكات بين الجانبين.
وأفادت مصادر محلية اليوم الأحد بأن اشتباكات خفيفة وقعت في محيط القيادة العامة في العاصمة الخرطوم، وظهور أعمدة الدخان تتصاعد من المكان إلا أنها لم تشر إلى تفاصيل أكثر.
وجاءت تلك الاشتباكات رغم الاتفاق الذي وقع مساء أمس في جدة، والذي نص على أنه خلال الـ48 ساعة المقبلة، أي من لحظة التوقيع إلى حين دخول الهدنة حيز التنفيذ غداً، يتعهد الطرفان بعدم السعي وراء تحقيق أيّ مكاسب عسكريّة على الأرض، بمعنى آخر وقف الاشتباكات.
وكانت القوتان العسكريتان الأكبر في البلاد اتفقتا على إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية، واستعادة الخدمات وسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية، وتسهيل المرور الآمن لمقدمي المساعدات الإنسانية والسلع.
ومن جهتها، أكدت وزارة الخارجية السعودية أن اتفاق وقف إطلاق النار سيخضع لآلية مراقبة مدعومة دولياً من قِبل المملكة والولايات المتحدة. وأضافت أنه من المتوقع أن تركز المحادثات اللاحقة، والتي ستشمل المدنيين السودانيين والشركاء الإقليميين والدوليين، على الخطوات اللازمة للتوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية وتفعيل العملية السياسية.
وفتح هذا الاتفاق الذي تم برعاية سعودية أميركية باب أمل حول إمكانية تمهيده إلى احتمال إطلاق محادثات سياسية قد توصل إلى حل للأزمة الدامية التي غرقت فيها البلاد منذ 15 أبريل، وتعيد السودان إلى مساره الديمقراطي.
وكان وزير الخارجية الأميركي بحث مع قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، السبت، الجهود الجارية للتوصل إلى هدنة بين الجيش والدعم السريع في السودان.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم: إنه تحدث مع البرهان بشأن الجهود الجارية للتوصل لوقف قصير آخر لإطلاق النار في السودان، وكتب بلينكن في تغريدة على “تويتر”: “تحدثت هذا الصباح مع الفريق أول ركن (عبد الفتاح) البرهان بشأن المحادثات الجارية للتوصل لوقف فعال قصير الأجل لإطلاق النار بهدف تسهيل المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية التي يشتد احتياج الشعب السوداني إليها”.
وأدى القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى انهيار القانون والنظام مع تفشي أعمال النهب التي يتبادل الطرفان اللوم بشأنها، وتتناقص مخزونات المواد الغذائية والنقدية والاحتياجات الضرورية سريعا.
ويذكر أن هذا النزاع المسلح حصد حتى الآن أكثر من 900 قتيل وآلاف الجرحى، كما دفع الملايين إلى النزوح واللجوء، فيما تتخوف الأمم المتحدة من أن يمتد فتيل الأزمة إلى دول الجوار، لاسيما بعد أن فشلت عدة هدن سابقة في الاستمرار.
وأفادت الأمم المتحدة بأنها تلقت تقارير عن وقوع “أعمال عنف مروعة على أساس الجنس” في السودان في غمرة البحث عن الإمدادات الغذائية بسبب المعارك الضارية في أنحاء البلاد.
وأوضحت أن أكثر من نصف سكان السودان البالغ عددهم 46 مليونا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، وأطلقت نداء لجمع ثلاثة مليارات دولار لتمويل المساعدات، وأبلغت مجموعات غير حكومية سودانية عن وقوع مثل هذه الحوادث وسط أعمال الفوضى والنهب في الخرطوم.
ومنذ 15 أبريل الماضي، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في البلاد يوم السبت في العاصمة وأماكن أخرى في الدولة الإفريقية؛ ما أثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع، وأسفر القتال الدائر منذ منتصف أبريل عن مقتل المئات وإصابة آلاف آخرين وتعطل إمدادات المساعدات ودفع مئة ألف إلى الفرار.