تستعد المملكة العربية السعودية لاستضافة القمة العربية الجديدة الـ32 بمدينة جدة، وسط ظروف استثنائية تمر بها المنطقة والعالم، وتعمل من خلالها جامعة الدول العربية والقادة العرب على مواجهة التحديات المشتركة وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، بما يحتم على الدول العربية إيجاد آليات تستطيع من خلالها مواجهة التحديات المشتركة وتعزز الأمن والاستقرار الإقليمي وتحقق الرفاه لدولها وشعوبها، وتطوير آليات التنسيق السياسي تحت مظلة جامعة الدول العربية، وتعزيز التعاون الاقتصادي ودفع عجلة التنمية في مختلف المجالات التي تمس المواطن العربي.
وتحتضن مدينة جدة، مساء اليوم وغداً الجمعة، عدة لقاءات جانبية على هامش القمة العربية التي تجمع عددا من قادة وزعماء الدول العربية، حيث تأتي استضافة المملكة للقمة العربية امتدادا لدورها القيادي على المستوى الإقليمي والدولي، وتعزيز التواصل مع قيادات الدول العربية والتباحث المستمر وتنسيق المواقف حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
ولأول مرة، يشارك الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية للمرة الأولى منذ 12 عاماً بعد تجميد عضوية بلاده بالجامعة العربية في 2011 على خلفية اندلاع الأزمة السورية؛ إذ أعلنت الرئاسة السورية أن الرئيس بشار الأسد يتجه، اليوم الخميس، إلى جدة للمشاركة في القمة العربية.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أول الواصلين إلى جدة للمشاركة في القمة العربية في دورتها الـ32، فيما وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مطار جدة، وينتظر استمرار توافد قادة الدول العربية تباعا إلى جدة التي ستشهد لقاءات جانبية تجمع عددا من قادة وزعماء الدول العربية على هامش القمة العربية.
ويوجد على طاولة القادة العرب في القمة اثنان وثلاثون مشروع قرار، أبرزها القضية الفلسطينية والتطوراتُ في قطاع غزة والضفة الغربية، على اعتبارها قضيةَ العرب الممتدة، كما تفرض أزمة السودان نفسها، في سياق استمرار الجهود العربية للوصول إلى وقف دائم وفوري لإطلاق النار في الخرطوم، والتأكيد على أن الأزمة شأن داخلي، لا يحتمل التدويل.
كما أنه مع عودة سوريا إلى الجامعة العربية، يحظى ملف الأزمة الممتدة في البلاد على مدى أكثرَ من عقد، بحيّز من مشاريعِ القرارات العربية المرتقبة، إلى جانب ملف إعادة الإعمار، فضلا عن الأزمتين الليبية واليمنية عن طاولة القمة العربية.
كما ستحظى بالبحث الأوضاع في لبنان، وتحديدا ملفَ الفراغ الرئاسي والأوضاعَ الاقتصادية في البلاد، إضافة إلى أوضاعِ اللاجئين السوريين والفلسطينيين، وتعزيز التنسيق والتعاون بين الدول العربية لمكافحة الإرهاب.
وعلى الجانب الاقتصادي، ستهتم القمة بالتركيز على ملف الأمن الغذائي العربي، ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن أزمة كورونا والأزمة الأوكرانية، وتبدو الإرادة السياسية العربية أقوى هذه المرة لإيجاد حلول عربية للأزمات التي عصفت ببعض دول الجامعة. ورغم تشكيك البعض بالنتائج المنتظرة، تعطي المؤشرات والتحركات التي سبقت القمة آمالا كبيرة.
وعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا تحضيريا تسلمت السعودية خلاله رئاسة القمة رسمياً من الجزائر، كما رحب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بالوفود العربية وأكد أن العالم يمر بتحديات كبيرة تفرض التوحد لمواجهتها، داعيا الدول العربية للعمل المشترك من أجل رفعة الشعوب العربية.
بدوره، أكد أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أن الحضور العربي كامل في قمة جدة، مرحباً بعودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، لافتا إلى أن هناك مؤشرات إيجابية من إيران وتركيا لوقف تدخلهما في شؤون الدول العربية.
أما عن الأزمات في سوريا واليمن وليبيا، فاعتبر أنها تحتاج لمقاربات من أجل إخراجها من الجمود. وشدد على أن قمة جدة تعد فرصة لوضع حد لمظاهر التسلح في السودان.