ذات صلة

جمع

بعد الكشف عن مفاوضات غزة السرية.. تسريبات: حماس تنازلت عن شرطها الأساسي

عادت مفاوضات غزة مجددًا إلى الواجهة، بعد الكشف عن...

القصف الإسرائيلي في بيروت يعقد الجهود الدولية لوقف إطلاق النار

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت تصعيدًا جديدًا بعد تنفيذ إسرائيل...

ما الذي يمنع إسرائيل وإيران من الدخول في حرب أكبر؟

‏مرّ ما يقرب من شهر منذ إرسال إسرائيل أكثر...

غارات قوية وقصف بالأسلحة الثقيلة في الخرطوم.. تفاقم الصراعات مجدداً بالسودان

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم اليوم وقوع غارات جوية متزامنة منذ الفجر في الخرطوم بحري وأم درمان وقصفا متواصلا بالأسلحة الثقيلة، بينما ما زالت أطراف الصراع تجري مفاوضاتها في جدة السعودية.

وقال سكان في الخرطوم: إن الضربات الجوية والقصف المدفعي تصاعدا بشدة في العاصمة، الثلاثاء، مع سعي الجيش لطرد قوات الدعم السريع، التي يحاربها منذ أكثر من شهر.

فيما أكد شهود عيان أنهم سمعوا أصوات ضربات جوية واشتباكات وانفجارات في جنوب الخرطوم، وكان هناك قصف عنيف أثناء الليل في أجزاء من مدينتي بحري وأم درمان المجاورتين.

ويتركز القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة، لكنه أثار اضطرابات في أنحاء أخرى من السودان خاصة في إقليم دارفور بغرب البلاد.

وأجبر الصراع نحو 200 ألف شخص على الفرار إلى بلدان مجاورة، وأسفر عن نزوح ما يربو على 700 ألف داخل السودان؛ ما فجَّر أزمة إنسانية تنذر بزعزعة استقرار المنطقة.

ويأتي ذلك عقب إعلان الخارجية الكويتية، مساء الاثنين، اقتحام وتخريب مقر سكن رئيس المكتب العسكري بسفارة الكويت لدى الخرطوم، كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية سنان المجالي أن أفراد البعثة الدبلوماسية الأردنية في الخرطوم “بصحة جيدة وبخير”، وذلك عقب الاقتحام والاعتداء الذي تعرضت له السفارة.

وفي وقت سابق، قرر قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الاثنين، إعفاء المدير العام للشرطة، الفريق أول شرطة حقوقي عنان عمر.
وكلّف عبد الفتاح البرهان الفريق شرطة حقوقي خالد محيي الدين، بمهام مدير عام قوات الشرطة في السودان، وجاء ذلك بعد يوم من قرار البرهان إعفاء حسين جنقول من منصبه كمحافظ لبنك السودان المركزي، وتعيين برعي أحمد بدلا عنه.

كما قرر البرهان تجميد حسابات قوات الدعم السريع وشركاتها في جميع البنوك بالسودان وفروعها في الخارج. ونص القرار على منع صرف أي استحقاقات أو ميزانيات مرصودة للدعم السريع.

من ناحيته، نفى قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ما وصفه بالشائعات التي تحدثت عن مقتله، وقال حميدتي في فيديو على حسابه الرسمي في “تويتر”: “يعمل الانقلابيون على أسلوب نشر الشائعات الهدامة التي تهدف تدمير السودان. يروجون لمقتلي وكل ذلك كذب، ويظهر أنهم يعانون من الخسائر التي تلحق بهم”.

وأكد قائد قوات الدعم السريع أنه بصحة جيدة، مشددا على “نجاح المخططات العسكرية” الخاصة بقواته، التي تخوض اشتباكات مع قوات الجيش السوداني، وندد بـ”تدمير الجيش للمواقع الحيوية والبنية التحتية والمصانع”، داعيا السودانيين إلى “عدم الإصغاء للشائعات”.

وتدخل المواجهات بين الجيش والدعم السريع أسبوعها الخامس وسط تواصل الاتهامات بين طرفي النزاع بخرق الهدن المتتالية التي دعت لها أطراف إقليمية ودولية سابقاً؛ الأمر الذي يفاقم من معاناة السودانيين صحياً وإنسانياً وسط حالة من الإحباط تخيم عليهم بعد تجدد الاشتباكات، خصوصا بعد بصيص أمل إثر توقيع اتفاق جدة.

فيما يأمل المراقبون كثيراً على ما ستفضي إليه الجولة الثانية من المحادثات بين الجيش والدعم السريع، التي ستنعقد اليوم في جدة، حيث سيتم بحث وقف إطلاق النار وتفعيل آليات المراقبة التي تم الإعلان عنها في بيان سابق لوزارة الخارجية الأميركية، وربما تسمية المسارات الآمنة بعد تسمية السلطات السودانية لمطارات وموانئ لاستقبال المساعدات.

وتم التوقيع على ما يسمى بإعلان مبادئ في السعودية، بعد ما يقرب من أسبوع من المحادثات بين الجانبين، إلا أنه لم تصدر حتى الآن بيانات عن أي من الطرفين تعترف بالاتفاق، وتضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه التزامات بالسماح بعبور آمن للمدنيين والمسعفين والإغاثة الإنسانية، وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين والمرافق العامة.

وأكد إعلان جدة امتناع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن أي هجوم من شأنه أن يتسبب بأضرار مدنية، كما اتفق الجانبان على أن مصالح الشعب السوداني أولوية لهما، واتخاذ الجيش السوداني والدعم السريع جميع الاحتياطات لتجنيب المدنيين أي ضرر، والسماح لجميع المدنيين في السودان بمغادرة مناطق الأعمال العدائية والمحاصرة.

ومنذ 15 أبريل الجاري، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في البلاد يوم السبت في العاصمة وأماكن أخرى في الدولة الإفريقية؛ ما أثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع، وأسفر القتال الدائر منذ منتصف أبريل عن مقتل المئات وإصابة آلاف آخرين وتعطل إمدادات المساعدات ودفع مئة ألف إلى الفرار.

spot_img