لا تزال حالة الخلاف مُسيطرة على المشهد داخل تنظيم الإخوان، رغم الإعلان عن تولي صلاح عبد الحق كقائم بأعمال المرشد العالم للإخوان المسلمين.
وحاولت جبهة لندن مؤخرًا توجيه ضربات قاصمة لجبهة محمود حسين المتواجدة في لندن، عبر إجراء تغييرات هيكلية في عدة مناصب خلال الآونة الماضية، وذلك على غرار ما أعلنته بتولي “عبد الحق” للمنصب الأهم بالجماعة، رغم إعلان جبهة إسطنبول بتنصيب محمود حسين كمرشد عام للإخوان.
ورغم ذلك تدور نقاشات داخل جبهة لندن بتعيين محمود الإبياري كأمين للتنظيم الدولي والقائم بأعمال المرشد العام، خلال الساعات المقبلة، بالإضافة إلى اختيار محيي الدين الزايط كمسؤول جديد لإخوان مصر، حيث سيتولى مهام التنسيق وتبادل المعلومات مع قواعد التنظيم، وسط تأكيدات بوجود اجتماعات مكثفة تُجرى داخل الجبهتين المتناحرتين لاستكمال باقي الهياكل الإدارية، لاحتواء عدد من الملفات المالية والتنظيمية في ضوء المحاولات المستمرة لحسم الصراع التنظيمي بينهما.
وتُفكر جبهة لندن في الإطاحة بصلاح عبد الحق من منصب القائم بأعمال المرشد وتعيين “الإبياري” بدلاً منه لعدة أسباب أبرزها عدم القدرة على إدارة العديد من الملفات، وأبرزها القدرة على التنسيق والتواصل مع قيادات التنظيم داخل مصر، كما تُخطط جبهة لندن بحسب مصادر مطلعة بالتحكم أكثر في زمام الأمور داخل التنظيم واقتناص كافة الصلاحيات التي يمتلكها محمود حسين، والذي أعلن نفسه قائماً بأعمال المرشد العام في وقت سابق، بعد موافقة غالبية أعضاء جبهة إسطنبول.
وتمثل إخوان الداخل بمصر قوة كبرى داخل التنظيم الدولي، منذ نشأة الجماعة وتأسيسها في مصر، وهم القيادات الموجودة بالسجون من المرشد محمد بديع وأعضاء مكتب الإرشاد باعتبارهم أداة حاسمة بأيدي قيادات التنظيم المتناحر من أجل حسم الصراع، فضلاً عن الثقل التنظيمي لهم.
وفي السياق ذاته لجأت جبهة محمود حسين إلى تعيين مجموعات شبابية بمناصب قيادية داخل الجماعة لاستقطاب الفئات المعارضة لهم واستقطاب أيضًا إخوان مصر في الداخل بهدف الهيمنة على التنظيم ككل وحسم الصراع مع جبهة لندن، وذلك في ظل تحركات جبهة لندن للوصول إلى الأهداف ذاتها.
وأصبحت في الفترة الحالية إخوان مصر في الداخل بمثابة الورقة الرابحة للجبهتين المتناحرتين، حيث تسعى جبهة لندن لإحراز تقدّم في ملف التنسيق مع إخوان مصر، لتجنب حالة الحصار التي فرضها محمود حسين سابقاً على إبراهيم منير الذي لم ينجح في حسم هذا الملف لصالحه.
ويشتد الخلاف بين جبهتي لندن وإسطنبول الأمر الذي سيؤثر بالطبع على مستقبل التنظيم ليقترب بشكل كبير من الانهيار التام جراء صراع المصالح والهيمنة على إدارة التنظيم والمناصب القيادية.