بين الحين والآخر تخرج حملات موجهة مدفوعة من جهات معلومة لاستهداف الدول العربية، لاسيما صاحبة النجاحات المميزة والتأثير القوي دوليا ومحليا، فضلا عن نشر الشائعات والأكاذيب للوقيعة بين الشعوب العربية، وهو ما شهدناه خلال الساعات الماضية، في محاولة النيل من العلاقات القوية العريقة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وروجت حسابات سعودية مُعارضة لأكاذيب عبر وسم ما أسموه “ذيول الإمارات” في محاولة للوقيعة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتهييج الشعب السعودي على الإمارات، وذلك عبر استهداف بعض الشخصيات السعودية منهم إعلاميون ومؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي واتهامهم بالعمالة للإمارات في اتهامات أقل ما توصف بأنها “رخيصة” وغير منطقية، فكيف ستجند الإمارات إعلاميين سعوديين للهجوم على المملكة والعلاقة التاريخية بين الإمارات والسعودية مستمرة منذ قديم الأزل.
وسعى مروجو الحملة لنشر شائعات ومزاعم لا أساس لها للوقيعة بين الشعب السعودي والإماراتي وخلق الفتنة بين الدولتين الكبيرتين، وذلك بعد النجاح المعروف لهما سواء بالداخل أو بالخارج والذي تجلى مؤخرًا في الشأن السوداني بإقناع الأطراف المتنازعة في السودان على اللجوء للحوار؛ وهو الأمر الذي أنتج وجود محادثات سلام بينهما في جدة خلال الساعات الماضية.
وانتشرت تلك الشائعات عبر تلك الحسابات وعلى رأسها تركي الشلهوب وفهد الغفيلي، فيما حاولت حسابات أخرى تجميع تلك الأكاذيب على شكل مقطع فيديو في محاولة لإثبات صحة المزاعم التي يتم الترويج لها عبر مقاطع فيديو والنيل من رموز السعودية والإمارات، لأهداف مشبوهة، ومن بين تلك الحسابات حساب الإخواني اليمني أنيس منصور المعروف بتوجهاته وموقفه من السعودية والإمارات، وتركي الشلهوب، وفهد الغفيلي، ويحيى أحمد الشرفي، وأبو أنس المطيري.
وتغافلت تلك الحملة المشبوهة الفاشلة التاريخ الضخم بين الدولتين، والذي بدأ منذ اتفاقية ترسيم الحدود بين السعودية والإمارات عام 1974، لينخرطا سويا في العديد من الاتفاقيات التجارية والدولية والعالمية، لترسيخ مبادئ الأخوة والسلام والأمن.
وفي عام 2019 وقعت الإمارات مع السعودية 20 اتفاقية تضمنت 44 مشروعا حيويا حولت التعاون الاقتصادي بين البلدين إلى تشبيك وتنسيق أقرب إلى الاندماج وتشكلت تبعا لذلك 7 لجان مشتركة لتنفيذ 21 محورا حيويا للتكامل السعودي الإماراتي، فضلا عن التوافق التام في السياسات النفطية إنتاجا وتسويقا لأكبر اقتصادين عربيين.
وعلى هذا النحو، سارت العلاقات بين الشعبين الشقيقين في الإمارات والسعودية حتى أصبحت مبتدأ الحديث قبل كل اجتماع، إحساسٌ متبادلٌ بالأخوة والوفاء يقدم العلاقات الإماراتية السعودية كنموذجٍ فريدٍ في التعاون وصيغة جديدة من التحالف الإستراتيجي بين البلدين والشعبين لم يعرفها القانون الدولي من قبل.
ويجمع الإمارات والسعودية ما هو أكبر من أي معاهدة أو اتفاقية وأعمق من أي تحالف مصلحي أو آن، فالثابت أن في الإمارات والسعودية شعبا واحدا في بلدين والثابت أيضا وحدة المسار والمصير التي صهرتها تجارب الماضي وتحدياته وآفاق المستقبل واستحقاقاته في بوتقة واحدة يقبض عليها الشعب العربي في الإمارات والسعودية بقلبه ويديه معا.