ذات صلة

جمع

القصف الإسرائيلي في بيروت يعقد الجهود الدولية لوقف إطلاق النار

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت تصعيدًا جديدًا بعد تنفيذ إسرائيل...

ما الذي يمنع إسرائيل وإيران من الدخول في حرب أكبر؟

‏مرّ ما يقرب من شهر منذ إرسال إسرائيل أكثر...

صراعات علنية بين القادة الحوثيين.. هل تشهد الميليشيات انقلابًا داخليًا قريبًا؟

رغم مساعي السلام والهدنة التي تبذل فيها عدة أطراف دولية وإقليمية وعربية جهودا مضنية مؤخرا لتهدئة الأوضاع في اليمن وحل أكبر أزمة إنسانية في العالم، إلا أن ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران تمارس انتهاكات جسيمة؛ ما أشعل النيران بين جموع القوات والقادة، لتفرض قيود أمنية ومنع من السفر وحملة تضييق غير مسبوقة ضد أبرز أذرعها المرتبطين بقنوات إيرانية مباشرة، ضمن صراع علني ظهر على السطح مجددا.

وكشفت مصادر في صنعاء أن سلطان السامعي عضو مجلس الحوثيين السياسي الأعلى تم منعه من التوجه إلى محافظة صعدة للقاء زعيم الميليشيات عقب احتدام الصراع بينه وبين قيادات الميليشيات، التي تمثل جناح صعدة المتفرد بالنفوذ داخل هيكل الميليشيات الانقلابية.

وأضافت المصادر: أن السامعي طلب لقاء زعيم الميليشيات عقب مضايقات مهينة تعرض لها في صنعاء من قِبل القيادات الحوثية النافذة، والتي تتحكم في السلطة والقرار في العاصمة المختطفة التي تُحكم من قيادات متحدرة من صعدة.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد أسند للسامعي إدارة الأعمال الإرهابية في تعز، في مسعى لإسقاط المحافظة عقب صراعه المرير مع قيادات حوثية متطرفة، أبرزها أحمد حامد الذراع الطولى لزعيم الميليشيات، لكن الرجل فشل في مهمته وعاد إلى صنعاء ليفجر مجددا الصراع مع قادة الحوثي.

صراعات السامعي الذي يمثل جناحا سياسيا مرتبطا بالدوائر الإيرانية بشكل مباشر منذ ما قبل الانقلاب الحوثي خرجت إلى العلن بشكل سافر بعد أن كانت قيادات الميليشيات منعت السامعي من دخول مطار صنعاء للقاء القيادات العسكرية التي شملتها عمليات التبادل الأسبوع الماضي.

وأقر القيادي الحوثي بمنعه من دخول مطار صنعاء صراحة، حيث كتب على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن قياديا حوثيا حاول منعه من دخول مطار صنعاء وقال متهكما “لا أدري من أين أتوا بهذه القيادات وحملوها رتبا عسكرية رفيعة”.

بينما ذكرت المصادر أن السامعي أبلغ قيادات سياسية في حزب المؤتمر الشعبي العام جناح صنعاء أن من وجه بمنعه من دخول مطار صنعاء هو القيادي الحوثي أحمد حامد الذي يشغل منصب مدير مكتب الرئاسة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، ويعد الممثل المباشر لزعيم الميليشيات في صنعاء وهو من يتحكم بمجلس الحكم الأعلى للانقلابيين.

وبحسب المصادر فإن “السامعي يتعرض لحملة تضييق ممنهجة من قِبل ميليشيا الحوثي وأنه سبق أن تقدم في فبراير الماضي بطلب للسفر إلى الخارج للقاء قيادات من حزب الله وأخرى إيرانية وأن ميليشيا الحوثي رفضت مغادرته البلاد تحت أي ظرف.

وقالت المصادر: إن الميليشيات ضاعفت القيود الأمنية على تحركات البرلماني والقيادي التابع للميليشيات سلطان السامعي حتى أنها فرضت عليه عناصر أمنية ضمن حراساته الشخصية وهو ما جعله يتحدث بشكل علني عن رغبته في مغادرة صنعاء والعودة إلى مسقط رأسه في بلدة “سامع” بمحافظة تعز.

وأرجعت المصادر أسباب الخلافات بين السامعي وقيادات الميليشيات إلى مطالبة الرجل بحصته من التعيينات في المناصب المحلية، وضرورة أن يكون ملف محافظة تعز المدني والأمني تحت إشرافه هو، في حين يشارك أيضا في إدارة الجانب العسكري حسب اتفاق سابق مع زعيم ميليشيا الحوثي لم ينفذ منه شيء، بحسب السامعي.

وارتبط السامعي بالجانب الإيراني عبر أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، حيث إنه يحصل على دعم من حزب الله، كما يملك أحد أبرز القنوات الفضائية التي تبث من الضاحية اللبنانية بيروت وهي “قناة الساحات” والتي دشنت عملها قبل الانقلاب الحوثي واجتياح صنعاء ووفرت غطاء للانقلاب الحوثي.

وتزعم السامعي جناحا سياسيا وإعلاميا ضم سياسيين وبرلمانيين وإعلاميين نشطوا مبكرا للعمل لصالح إيران في اليمن منذ ما قبل 2010، وشكل هذا الجناح طرفا مساندا لميليشيا الحوثي وذراعا لها داخل الأحزاب والمكونات السياسية الفاعلة في البلاد.

جدير بالذكر أنه سبق أن نشب صراع حاد بين القيادي سلطان السامعي من جهة وقيادات صعدة الحوثية ومن أبرزهم أحمد حامد ومحمد علي الحوثي ليصل الصراع إلى تهديدهم للسامعي علنا باعتقاله ومحاكمته عقب حديثه عن الفساد والثراء الفاحش الذي يعيشه قادة الحوثي الذين كانوا غارقين في الفاقة والفقر قبل الانقلاب المدعوم إيرانيًا.

spot_img