منذ منتصف الشهر الجاري يعيش السودان أوضاعا صعبة بعدما استيقظوا على اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي لن تتوقف حتى الآن بل تزداد وتزداد معها الأوضاع سوءاً وتفاقم الأزمات في البلاد.
وكشف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أحمد المنظري، عن تفاصيل الوضع الصحي المتدهور بالسودان، جراء الاشتباكات، والتي أوقعت ما يزيد عن 420 قتيلا، مع إصابة أكثر من 3700 آخرين بجروح.
فيما أدانت منظمة الصحة الهجمات المبلغ عنها على الرعاية الصحية في السودان منذ 15 أبريل، والتي أدت إلى مقتل الأبرياء من المدنيين ومن العاملين الصحيين ومقدمي الدعم الإنساني، والهجمات على مؤسسات الرعاية الصحية وسيارات الإسعاف تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
وقبل الاشتباكات الدائرة في السودان الآن، كانت الاحتياجات الإنسانية هناك على أعلى مستوى، فكان يحتاج ثلث السكان، أي حوالي 15.8 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، ويعاني ما لا يقل عن 4 ملايين طفل وامرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية الحاد، ويوجد نحو 3.7 مليون شخص نازحون داخليا، معظمهم في دارفور.
كما تعرضت المستشفيات والمؤسسات الصحية بالخرطوم ومدن مجاورة إلى القصف بالمدافع والأسلحة النارية؛ ما ألحق أضرارا بالغة في عدد منها على رأسها الشعب التعليمي ومستشفى ابن سينا التخصصي ومستشفى بشاير.
واضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تعليق عملياته مؤقتًا في السودان بعد مقتل 3 من موظفيه في مدينة كبكابية بشمال دارفور، وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، في بيان: برنامج الأغذية العالمي ملتزم بمساعدة الشعب السوداني الذي يواجه انعدام أمن غذائي شديد، لكن لا يمكننا القيام بعملنا المتعلق بإنقاذ الأرواح، إذا لم يتم ضمان سلامة وأمن فرقنا وشركائنا.
وتسببت الاشتباكات أيضاً بانقطاع الكهرباء عن المواطنين وجعلهم يعانون من ذلك الأمر، ليس هذا فقط بل بعد عودتها شيئاً فشيئا، تم تعطل خدمة شراء الكهرباء لتغذية التيار الكهربائي بعدادات الدفع المقدم للمنازل سواء عن طريق منافذ البيع المباشر أو التطبيقات المصرفية؛ ما سيؤدي إلى قطع خدمة الكهرباء عن تلك المنازل تلقائياً.
بالإضافة إلى أن بضاعة بعض التجار أوشكت تماماً على النفاد، وذلك بسبب خوف المواطنين من استمرار الحرب، فأقبلوا على شراء السلع الغذائية بشراهة والتي كان منها الدقيق والبصل والزيت.
كما تم إغلاق عدد من الأسواق بسبب الاشتباكات، والتي منها السوق المركزي جنوب الخرطوم وأسواق بحري وأم درمان والسوق العربي، ولن يستطيع أصحاب المحلات جلب سلع جديدة أو فتح محلاتهم إلا بعد إيقاف إطلاق النار واستقرار الوضع وعودة الأمن.
وشهدت الإنترنت انهيارا شبه كامل، فقد تراجعت كفاءة الإنترنت في السودان بشكل يومي منذ بدء الصراع، حتى وصلت إلى 2 بالمئة فقط الأحد.
ووصلت أول طائرة تابعة للقوات الجوية الألمانية على متنها 101 شخص تم إجلاؤهم إلى برلين في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين.
وارتفع عدد الأشخاص الذين أجلتهم فرنسا إلى أكثر من 200، بعد أن حطت طائرة فرنسية ثانية في جيبوتي مساء الأحد تحمل رعايا فرنسيين ومن جنسيات أخرى.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن إجلاء رعاياها في ساعة مبكرة من صباح الأحد بعد استخدام قاعدة عسكرية في جيبوتي لنقل الأشخاص.