لا تزال جرائم الفصائل التابعة لجماعة الإخوان تتصدر المشهد داخل ليبيا، فمنذ أيام قليلة نشرت الأمم المتحدة تقريرا بشأن زيادة الهجرة غير الشرعية في ليبيا، حيث عبرت البعثة الأممية عن قلقها لما يحدث في ليبيا وهي أمور تخالف حقوق الإنسان، وسط تأكيدات بوجود جرائم ترتكب ضد المهاجرين منها وقع داخل سجون سرية.
وخلال السنوات الماضية، أصبحت عمليات الهجرة غير الشرعية مصدر ثراء للفصائل الإخوانية داخل ليبيا، حيث يبحث المهاجرون عن فرص عمل في القارة الأوروبية وذلك عبر بوابة ليبيا، وسط تأثر المهاجرين أيضًا بسوء الأوضاع في ليبيا وهشاشة المؤسسات الحكومية التي بالكاد تحاول توفير تأمين الحياة الكريمة لليبيين، ومن الصعب عليها توفير احتياجات مئات الآلاف من المهاجرين الوافدين بشكل غير قانوني إلى ليبيا بسبب الأوضاع غير المستقرة التي تشهدها الدولة الليبية.
ووفقًا لتقرير نشرته منظمة “هيومن رايتس ووتش” ارتكبت الجماعات المسلحة في ليبيا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ضد الليبيين والمهاجرين، تنوعت ما بين الاحتجاز التعسفي، والقتل، والاغتصاب، والاستعباد، والقتل خارج نطاق القضاء والإخفاء القسري.
فيما فرضت السلطات الليبية شروطاً تعجيزية على الجماعات المدنية فيما يتعلق بالتسجيل والتقارير المالية والأنشطة، وفرضت قيودا شديدة على قدرة المنظمات الدولية والجماعات المدنية، على نيل تأشيرات لدخول ليبيا؛ ما يؤدي إلى حرمان المجتمعات الضعيفة من المساعدات الإنسانية الحيوية والدعم.
وتعتبر ظروف حقوق الإنسان في ليبيا حرجة، نظرًا لما تفعله الجماعات المسلحة التابعة للإخوان بحق المهاجرين غير الشرعيين، كما تُهدد القيود التي تفرضها السلطات على عمل الجماعات الإنسانية وباقي المنظمات بجعل الأمور أسوأ.
كما تقوم الجماعات المسلحة بإدارة سجون تخضع فقط لإشراف الحكومة، ولكنها أصبحت وكرًا لكل صنوف العذاب التي تمارس بحق المهاجرين غير الشرعيين والتي كان آخرها قتل 15 مهاجراً حرقاً في مدينة صبراتة داخل قارب في 15 أكتوبر الماضي.
وفي 30 يوليو الماضي قالت المنظمة الدولية للهجرة: إن 1614 مهاجرا كانوا ضحية لعمليات الاتجار بالبشر خلال عامين في ليبيا، بالإضافة إلى إعلان منظمة الهجرة الدولية في بيان سابق لها إعادة 4 آلاف و461 شخصا إلى ليبيا منذ يناير الماضي، حيث تم اعتراضهم وسط البحر، ومات منهم 114 مهاجرا، فيما فقد الاتصال بـ436 آخرين، وهم في عداد المفقودين.
يذكر أن المهاجرين ينقسمون إلى عدة أنواع: فالنوع الأول وهو المخيف بالنسبة لأوروبا، فهم يتخذون من ليبيا معبرًا للوصول إلى الضفة المقابلة من البحر المتوسط، خاصة إيطاليا. ومعظم هؤلاء من الأفارقة، أما النوع الثاني من فئة الباحثين عن عمل في إحدى المدن الليبية، وأغلبية هؤلاء من دول عربية تعاني من الاقتتال الأهلي والفقر، وبالنسبة للنوع الثالث وهو الأخطر، فهو يخص فئة المتطرفين والعناصر العابرة للحدود، وأكثر هؤلاء من جنسيات وتوجهات مختلفة، من بينهم جزائريون وصوماليون وماليون، وغيرهم، وينتمي بعضهم إلى تنظيم القاعدة والبعض الآخر إلى تنظيم داعش.
وفي إطار القضاء على هذه الظاهرة، أجرت إيطاليا سلسلة لقاءات مع المسؤولين في ليبيا لتكثيف العمل ضد تهريب المهاجرين بعد وصول رحلات إلى إيطاليا واليونان، حيث وصلت الطاقة الاستيعابية داخل مراكز المهاجرين إلى أقصاها.