تعتبر سجون الحوثي بمثابة ثقب أسود يبتلع حياة اليمنيين، إثر انتهاكات جسيمة ترتكبها الميليشيات بها تجاه المواطنين الأبرياء، بين الخطف والحبس والتعذيب والاغتصاب وحتى القتل، لتتحدى به كافة المطالبات الدولية للتوقف عن تلك الجرائم.
وفي أحدث الجرائم الحوثية بالسجون في مأرب، هو وفاة 7 مختطفين تحت التعذيب داخل سجون ميليشيا الحوثي خلال العام الماضي 2022، إذ وثقت منظمة “إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري”، أنها “تأكدت من وفاة 7 مختطفين مدنيين خلال العام الماضي في معتقلات ميليشيا الحوثي الإرهابية بسبب التعذيب، إضافة إلى توثيق جرائم تعذيب متنوعة لـ120 مختطفا ومختفيا قسرا في معتقلات الميليشيات”.
وقال التقرير الذي نشرته المنظمة خلال مؤتمر صحفي بمدينة مأرب: إن “المنظمة تلقت العام الماضي 108 بلاغات بحالات اختطاف وإخفاء قسري لمدنيين من المنازل ومقار العمل ونقاط التفتيش والكمائن الأمنية والعسكرية لميليشيا الحوثي الإرهابية”.
وأضافت المنظمة: أن “فريقها القانوني تمكن من التحقق في 86 حالة اختطاف من إجمالي البلاغات، كما تم توثيق 38 حالة إخفاء قسري في معتقلات ميليشيا الحوثي”.
فيما أشارت منظمة إرادة إلى أن “ميليشيا الحوثي عملت على تطويع القضاء في مناطق سيطرتها كأداة لإصدار قرارات إعدام وسجن سياسية ضد المعارضين لها”، حيث أصدرت خلال فترة التقرير 31 قرار إعدام بحق المختطفين من أبناء محافظة المحويت وصعدة وصنعاء ومحافظات أخرى، واعتبرت هذه الأحكام قرارات سياسية فاقدة للمشروعية وتستخدمها الميليشيا للابتزاز السياسي والمالي والإعلامي.
وسبق أن وثقت تقارير حقوقية مقتل 671 معتقلاً داخل سجون الحوثي منذ انقلابها وحتى منتصف العام الماضي وذلك بسبب التصفية والإهمال ونوبات قلبية بعد حرمانهم من وصول العلاج اللازم والفشل الكلوي والشلل إثر التعذيب من بينهم 98 معتقلا حقنوا بمواد سامة ولفظوا أنفاسهم بعد أيام من خروجهم.
ومنذ بداية العام الجاري، تم الكشف عن العديد من الجرائم الحوثية بالسجون، منها الشهر الماضي، إذ كشفت منظمة حقوقية يمنية، عن مشاهد من التعذيب الذي تمارسه ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق السجناء المناهضين لها في سجن الصالح بمدينة تعز وسط اليمن.
وأفادت منظمة سام، وهي منظمة حقوقية أهلية مقرها جنيف، عبر بيان بأن “سجن الصالح يتكون من 20 مبنى قسّمه الحوثيون إلى خمسة فروع، الأول سجن الأمن القومي، والقسم الثاني السجن الوقائي، والثالث سجن الأمنيين، والرابع سجن العسكريين، والخامس سجن الأمن السياسي، وهي تسميات درج الحوثيون على إطلاقها أمام لجان التفاوض التي تسعى للإفراج عن المعتقلين فيه، لكن هناك أسماء أخرى يتداولها السجانون طائفية وحسب تصنيفات القيادات الحوثية المشرفة على السجن”.
وذكرت المنظمة أن السجناء في سجن الصالح يتعرضون للتعذيب الجسدي المؤلم والتعذيب النفسي، مشيرة إلى أن فريقها استمع إلى إفادة 27 من ضحايا سجن الصالح والشهود إضافة إلى ثلاثة وسطاء محايدين، ممن سنحت لهم الفرصة لزيارة السجن في إطار البحث والتفاوض للإفراج عن المعتقلين وقابلوا محتجزين.
كما أفادت مصادر طبية بأن آلاف المختطفين باتوا عرضة للأوبئة والأمراض بعد أن تفشت بينهم بسبب إهمال قادة الجماعة الانقلابية وانشغالهم بأعمال التعبئة الطائفية وحشد المجندين وجمع الأموال، في حين ينشغل قادة الميليشيات بإخضاع نزلاء السجون لتلقي الأفكار الخمينية، تحدثت المصادر عن إصابة مئات المعتقلين في السجن المركزي والسجن الحربي وسجون جهاز الأمن والمخابرات، وفي مراكز الحجز والتوقيف الشرطية في العاصمة وريفها، بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي، مع تفشي الأمراض الجلدية وأمراض الكبد والكلى والكوليرا والملاريا والحميات وضغط الدم وسوء التغذية، وغيرها.