رغم الإطاحة بالتنظيم الإرهابي منذ عدة أعوام، إلا أن ميليشياته ما زالت تسعى بكل جهدها للعودة إلى مصر واستعادة خسائرها بها عبر نشر الدسائس والمؤامرات ودعوات للفوضى متواصلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتظاهر ومحاولات الجماعة لعرقلة عجلة الإنتاج والتنمية للدولة المصرية، والتي رفضها جميع الشعب المصري ولم ينغمس في تلك المساعي الآثمة التي شكلت صفعة قوية للإخوان.
ومنذ مطلع عام 2022 انتشرت عبر مواقع التواصل كتائب الإخوان الإلكترونية للدعوة إلى التظاهر في الذكرى الـ11 لثورة 25 يناير 2011 إلا أنها قوبلت بالتجاهل من المصريين فلم يستجيبوا لتلك الدعوات المشبوهة.
وفي شهر يوليو الماضي تلقى التنظيم لطمة قوية مع انطلاق الاستعدادات للحوار الوطني المصري الذي دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتأكيد جميع المشاركين على رفض مشاركة من تلوثت أياديهم بدماء المصريين، في إشارة إلى تنظيم الإخوان، وفي الوقت نفسه رحب الحوار بعودة المعارضين، ولكن وضعت بعض القوى شروطا للعودة لمن يرغب، منها عدم مخالفة دستور البلاد، وألا تكون صادرة ضد من يشارك أحكاما أو متورطا في عنف، وألا يكون منتميا لجماعة إرهابية أو محظورة -كجماعة الإخوان والحركات المسلحة التابعة لها.
ورغم حشد التنظيم كافة قواه لمحاولة إحراج مصر خلال مؤتمر المناخ كوب 27 الذي عقد مؤخرا في منتجع شرم الشيخ في جنوب سيناء (شرق)، دعا عبر منصات التواصل الاجتماعي للتظاهر، محاولا استغلال الانعكاسات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد المصري، كغيره من اقتصاديات دول العالم المتأثرة- حيث حاولت عناصر الجماعة الإرهابية، الحشد عبر منصاتها وقنواتها الإعلامية، بهدف إشعال اضطرابات، لكنها أصبحت مستحيلة الحدوث في هذا التوقيت، نظرا لوعي الشعب بأهداف الجماعة التي تعمل ضد مصالح الدولة، بحسب آراء طيف واسع من الخبراء المعنيين بحركات الإسلام السياسي.
قابلت دعوات الإخوان لإفساد التنظيم الناجح الذي شهد به الجميع لمؤتمر المناخ هبة دعم واسعة للدولة المصرية ومؤسساتها بشكل شعبي عفوي، صاحبتها سخرية من الفشل الذريع لدعوات الفوضى.
وفي محاولة يائسة سخرت جماعة الإخوان أبواقها الإعلامية من أجل الحشد للتظاهر في 11 نوفمبر، وألقت الجماعة بثقلها خلف الدعوة، وسعت إلى تخفيف حدة المشاحنات داخل بنيتها لكن الفشل الذريع الذي منيت به أشعل مجددا الصراع الداخلي وعمق الانقسامات في صفوف الجماعة، وحينها تصدر هاشتاغ “محدش نزل” موقع “تويتر” للتدوينات القصيرة في مصر، بالتزامن مع دعوات الإخوان التخريبية للتظاهر.
وأكد خبراء الإسلام السياسي أن فشل دعوات الإخوان على مدار عام 2022، مؤشر جديد على نجاح خطة المواجهة المصرية للتنظيم الإرهابي سواء على المستوى الأمني أو الفكري، إذ إن المجتمع المصري وعلى مدار العقد المنصرم راكم وعيا بأساليب الجماعة في التحريض وتشويه الحقائق ما جعله محصناً من فيروسات الجماعة.
وأضافوا أنه رغم الصعوبات الاقتصادية التي تواجه الشعب المصري والتي رأى فيها الإخوان فرصة للاصطياد في الماء العَكِر أثبت المصريون حرصًا على مؤسساتهم وتفهمًا للضغوط العالمية التي أدت إلى الوضع الراهن، مؤكدين أن شعبية الإخوان انهارت تمامًا في الشارع المصري بعد جرائمهم الإرهابية التي طالت المئات من أبناء الشعب.