على مدى أعوام طويلة تتغلغل تركيا في العراق بمزاعم عديدة وهي محاربة الإرهاب، بينما تزرعه بكل قوتها لمنع استعادة العراق لاستقراره بشكل كامل، عبر دعم تنظيم داعش، وهو ما تم الكشف عنه مرات عدة وأيضا عبر مصادر تركية.
وكشف القنصل التركي السابق في العراق أوزتورك يلماز تآمراً بين حكومة أردوغان وتنظيم داعش الإرهابي للإضرار بالمصالح العراقية وسرقة النفط من البلاد، ليدلي بتفاصيل لأول مرة عن التحركات التركية خلال سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الموصل العراقية.
كما قال القنصل السابق، خلال تصريحات لشبكة النوردمونيتر السويدية ترجمتها وسائل إعلام عراقية: إن السلطات في أنقرة أرسلت عمداً ضابطاً من الشرطة الخاصة التركية، بعد سحب العناصر الأمنية المسؤولة عن حماية القنصلية التركية في المدينة، مشيرا إلى أنه عند تحرك إرهابي داعش نحو مبنى القنصلية، قمت بإرسال المئات من الرسائل والمكالمات إلى الحكومة طالباً دعماً جوياً لحمايتها من التنظيم، الأمر الذي تم تجاهله بالكامل.
وتابع أن التجاهل أتى على حساب تقديم الضابط الذي وصل حديثاً إلى مبنى القنصلية، عروضاً لتنظيم داعش الإرهابي، تضمنت تسليم أسلحة القوات المسؤولة عن حمايتها، والكادر داخل السفارة كرهائن مقابل عقد مفاوضات بين تنظيم داعش الإرهابي وعضو الشرطة الخاصة التابع لحكومة أردوغان، بحسب ما كشف القنصل السابق، مؤكداً كان بإمكاننا صد تنظيم داعش لمئة يوم في حال لم تقم السلطات التركية بفعلها.
ولفت إلى أن ما حصل في الحقيقة هو أن الحكومة التركية قامت ببيعنا للتنظيم مقابل الحصول على فرصة للتفاوض مع قادتهم، حصلوا بموجبها على النفط العراقي بأسعار رخيصة الثمن من خلال تعاون مباشر بين حكومة أردوغان والتنظيم الإرهابي، مشدداً: المنحطون في الحكومة هنا في أنقرة نفذوا مؤامرة مع تنظيم داعش لسرقة أموال ونفط العراق من خلال تقديمنا كضمانات للتنظيم أثناء فترة التفاوض على تنفيذ ذلك التعاون القذر، على حد وصفه.
وجاءت تصريحات دلماز بعد محاولة اغتيال تعرض لها داخل العاصمة التركية أنقرة في السابع من الشهر الحالي، حيث هاجمه عنصر محاولاً ذبحه بعد تقديمه استقالته من وزارة الخارجية التركية، وتشكيله حزباً جديداً أعلن أنه سيكشف من خلاله للعالم والشعب التركي المؤامرات التي نفذتها تركيا ضد العراق وسوريا وتعاونها السري مع تنظيم داعش الإرهابي.
واعتقلت السلطات التركية منفذ الهجوم وتحفظت عليه مانعة إصدار أي تصريحات تتعلق بالجهة التي دفعته لمحاولة ارتكاب جريمة اغتيال القنصل السابق، مكتفية بالإشارة إلى أن المتهم أعرب عن أنه يعمل منفرداً وأن فعله أتى كمحاولة انتقام من القنصل السابق لهجومه على المسؤولين الأتراك.
وأكدت “النوردمونيتر” أن محاولة اغتيال القنصل السابق بعد أيام من إعلانه نيته الكشف عن تعاون أنقرة مع التنظيم الإرهابي، مثلت ذات الطريقة التي يقوم بها التنظيم الإرهابي بقتل سجنائه، حيث حاول المهاجم ذبح القنصل داخل مكتبه في أنقرة، على حد وصفها، مؤكدة نقلاً عن محامي القنصل السابق أوفا باسكي، أن السلطات منعت فريق القنصل القانوني من التواصل مع المهاجم، وقامت بإخفائه متهمة السلطات التركية بشكل غير مباشر بالتعاون مع المهاجم بهدف اغتيال يلماز.