على مدار الأسابيع القليلة الماضية، أثارت عودة رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني إلى بلاده السودان، جدل وأزمات واسعة، إذ عاد بعد 12 عاما قضاها في منفى اختياري في مصر، بأجندة خفية لتحقيق أهداف وأغراض الجماعة الإرهابية، بالتزامن مع أنباء عن قرب التوصل إلى تسوية شاملة تنهي الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير.
ويعتبر محمد عثمان الميرغني، هو أحد أبرز الزعماء السياسيين في السودان، ويعرف باسم الخاتم طبقا للطريقة الختمية، وهو قائد الحزب الاتحادي الديمقراطي، سماه أتباعه أبو الحرية خرج من السودان بعد انقلاب ثورة الإنقاذ الوطني، خرج الميرغني من السودان واستقر في مصر لفترة وكان الميرغني يدير شؤون حزبه من القاهرة، والآن عاد إلى السودان، والتي من المتوقع أن تسهم في ظهور الإخوان مره أخرى، ما سيزعزع الأمن والاستقرار في البلاد.
لم يتوقف عمل الميرغني في السودان بعد مكوثه في مصر، فقد كان يدير شؤون حزبه من القاهرة، بالإضافة إلى إقامته شراكة سياسية مع نظام المؤتمر الوطني السابق، وتقاسم معه الحقائب الوزارية إذ تم تعين نجليه الحسن الميرغني وجعفر الميرغني منصبي مساعدي الرئيس المعزول عمر البشير.
وأشعلت عودة محمد عثمان الميرغني الأزمات بشأن عدم التوصل للاتفاق الإطاري بين العسكر وحزب الحرية والتغيير، إذ يمتلك تاريخا ضخما من الخلافات والصراعات السياسية في بلاده قبل أن يغادرها متوجها إلى القاهرة واستقر فيها طوال تلك الفترة، وفي وقت استمرت الشراكة بين الاتحادي الأصل ونظام البشير، حتى سقوطه، على إثر الانتفاضة الشعبية في 11 أبريل 2019.
ويتولى الميرغني قيادة حزب فاعل في المشهد السوداني السياسي، ويحظى بتأييد مطلق من طائفة الختمية الذراع الدينية للحزب، وهي الغريم التقليدي لطائفة الأنصار التي كان يتزعمها الراحل الصادق المهدي.
ومنذ وصوله السودان، سارع الميرغني بعرقلة الاتفاق الإطاري، إذ أعلن الحزب “الاتحادي الديمقراطي – الأصل” بزعامة محمد عثمان الميرغني، مقاطعته العملية السياسية الجارية حالياً في البلاد، وطالب الجيش “بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع”، على حد مزاعمه التي روج لها.
وكشفت مصادر مطلعة عن التواصل بين أنصار الإخوان وأتباع النظام السابق والميرغني، للتنسيق بهدف عودة الجماعة الإرهابية للسيطرة على المشهد السياسي، بعدما رفض المجتمع الدولي والشعبي تواجدهم بالسلطة.
وقالت المصادر: إن الميرغني التقى بالقيادي الإخواني علي كرتي في اجتماع سري ناقشا فيه سبل عودة الجماعة إلى المشهد السياسي، إذ تم التوافق بشكل مبدئي على دعم فكرة أن الكرتي والشخصيات الإخوانية القديمة يجب أن يغيبوا مؤقتًا عن واجهة المشهد السياسي، حيث تم تسريب ذلك لوسائل إعلامية سودانية بأن “الكرتي” يصر على مغادرة التنظيم ونقل القيادة إلى جيل جديد.
كما تم تواصل مع الداعية الإخواني عبد الحي يوسف، مالك قناة فضائية، بهدف وضع خطط إعلامية لاستعادة شعبية تنظيم الإخوان بشكل سريع بالتنسيق مع عناصر وقيادات إخوانية داخل السودان.
ويُعَدّ ذلك أحد أساليب الخدع الإخوانية التي تنتهجها لتغيير الوجوه السياسية التي يرفضها الشعب السوداني.
وأكدت المصادر أن محاولات الميرغني والكرتي وعبد الحي لن تقود إلى شيء، لرفض الشعب السوداني الإخوان بشكل نهائي ولن يسمح بعودتهم، لما شهدوه من فتن واضطرابات لرفض الجماعة المتطرفة شعبيًا.
وأضافت المصادر أن استعانة الإخوان بالميرغني تأتي انطلاقا من قاعدته الشعبية لحزبه الديني، فضلاً عن استغلاله للبسطاء في المناطق الريفية المريدين لطريقته، إذ يستغلهم منذ سنوات طويلة لتنفيذ أغراضه وأهدافه السياسية المشبوهة في السودان.