تواصل ميليشيا الحوثي حصد أرواح المدنيين في اليمن بلا هوادة، بينما تعرقل مساعي السلام والاستقرار، إذ شهدت مناطق الحديدة ومأرب والضالع والبيضاء 12 قتيلاً وجريحاً في أقل من 72 ساعة، وذلك رغم الجهود والنجاح الكبير الذي حققته هندسة القوات المشتركة، حيث ما زالت توجد حقول وشبكات ألغام ميليشيا الحوثي؛ ما يشكل تحديا كبيرا لأهالي اليمن.
وشهدت محافظة الحديدة التفجير الأكثر دموية أول أمس، إذ أعلنت مصادر محلية وأخرى حقوقية مقتل 3 مدنيين وإصابة رابع بجروح خطيرة، جراء انفجار لغم في مزرعة لأحد المواطنين في مديرية حيس جنوب المحافظة، وفق ما نقلت وكالة “سبأ نت”، إذ تبين وجود حقل ألغام كبير للميليشيات الانقلابية في مديرية حيس، جنوبي محافظة الحديدة.
وكان لغم أرضي من مخلفات ميليشيا الحوثي انفجر بمواطنين لدى عملهم في أراضيهم الزراعية في بلدة “المقانع” إلى الجهة الشرقية من حيس، ما أدى إلى مقتل 3، بينهم طفلان وإصابة الرابع بجروح بالغة.
وقالت القوات المشتركة، في بيان الجمعة، إنها دفعت بفريق هندسي لمسح بلدة “المقانع” شرق حيس فور الحادثة الدامية ليتم اكتشاف حقل ألغام كبير، وباشرت القوات المشتركة تفكيك ونزع الألغام في البلدة الريفية السكنية التي كانت تطفو فوق حقل ألغام خطر.
ونددت الحكومة اليمنية بمقتل 3 من المدنيين الأبرياء وإصابة طفل بجروح خطيرة، في انفجار لغم زرعته ميليشيا الحوثي الإرهابية في بلدة “المقانع” بمديرية حيس جنوبي الحديدة، واعتبرتها “جريمة نكراء”.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني: إن الحصيلة الجديدة لضحايا الألغام تشير إلى زراعة الميليشيات بشكل عشوائي الألغام والعبوات في المدن والقرى والمنازل والطرق العامة والأسواق والمساجد، معتبرا الجريمة النكراء أنها “امتداد لأعمال القتل اليومي الذي تمارسه ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق المواطنين الأبرياء في مختلف المحافظات من زراعة الألغام والعبوات الناسفة بشكل عشوائي وقصف المدن والأحياء السكنية والمنازل بقذائف المدفعية والهاون، ونيران القناصة”.
وطالب الوزير اليمني “المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي ومنظمات حقوق الإنسان، إلى مغادرة مربع الصمت والقيام بمسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في إدانة أعمال القتل وغيرها من الجرائم والانتهاكات الحوثية بحق أبناء تهامة، وملاحقة ومحاسبة المسؤولين عنها من قيادات وعناصر الميليشيات الانقلابية”.
وسبق تلك الواقعة، مقتل طفل بانفجار مقذوف من مخلفات الحرب، أثناء رعيه للماشية في منطقة الفرع مديرية رحبة جنوب محافظة مأرب.
كما وقعت حادثة مأساوية شبيه في محافظة البيضاء، عبر إصابة مدني بجروح متفرقة، إثر انفجار لغم أثناء رعيه للماشية في منطقة “المتار” بمديرية القريشية في محافظة البيضاء.
وتشكل ألغام ميليشيا الحوثي خطرًا جسيمًا بشكل متزايد على المدنيين في جميع أنحاء اليمن، إذ وقفت كسبب رئيسي في سقوط أكثر من 9 آلاف و500 مدني قتيلا وجريحا طيلة 8 أعوام من الحرب، وفقا لتقارير محلية ودولية.