ذات صلة

جمع

من الفائزون والخاسرون باتفاق السلام بين حزب الله وإسرائيل؟

بالتأكيد، حسم اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله...

العمل الأمريكي على إنهاء الحرب في غزة دون سلطة لحماس

مع اقتراب انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن، وقبيل استلام...

بعد يوم طاحن.. إسرائيل توافق على وقف إطلاق النيران

بينما واصلت القوات الإسرائيلية شن ضربات مكثفة على مواقع...

تسييس كرة القدم واستخدام المشجعين واللاعبين.. كيف استغلت إيران بالتعاون مع قطر المونديال لقمع الانتفاضة الشعبية؟

طبقا للوثائق المسربة، يظهر مجددا استغلال إيران لعلاقتها مع قطر في تحسين أوضاعها وإسكات معارضيها بطريقة فجة، تثبت فشل النظامين وتعاونهما المستمر في الإرهاب وقمع المواطنين والمعارضين ومحاصرة الشعوب بما يضمن استمرار سيطرتهما وخدمة أهدافهما؛ إذ تنقل الدوحة أسماء المشجعين المعارضين للنظام بطهران الذي يستغل الأمر لمواجهة الانتفاضة الشعبية الضخمة به حاليا والتي بدأت منذ عدة أسابيع.

وكشفت معلومات في وثيقتين حصلت عليهما مجموعة “بلاك ريوارد” للقرصنة الإلكترونية أن مراكز الفكر ووسائل الإعلام التابعة لنظام طهران خططا قبل المونديال، لاستغلال الحدث الرياضي العالمي من أجل مواجهة الانتفاضة الشعبية للإيرانيين.

كما تظهر الوثائق المسربة من وكالة أنباء “فارس”، أن “محرري وسائل إعلام الجبهة الثورية” ومركزا يسمى “مركز شمس”، قدموا خطة تحت عنوان “خطة عملية كأس العالم” والتاريخ المكتوب عليها نوفمبر 2022، لاستغلال المونديال في مواجهة انتفاضة الشعب الإيراني، وكذلك لمنع لاعبي المنتخب الوطني من دعم هذه الانتفاضة.

ويوجد في هذه الخطة تهديدات ورشوة لاعبي منتخب إيران لكرة القدم، وإقامة احتفال بفوز الفريق، بالاستعانة بالمدير الفني للفريق، كارلوس كيروش، لإدارة اللاعبين، وإعلان منع المقابلات مع وسائل الإعلام الفارسية بالخارج والتخويف من الحركات الانفصالية والتنسيق مع قطر لتفادي أي عمل ضد نظام الجمهورية الإسلامية في هذه المسابقات.
كما وعد النظام اللاعبين بإنفاق الأموال وهددهم بأنهم إذا لم يرددوا النشيد الوطني للجمهورية الإسلامية أو إذا ارتدوا الأساور السوداء، فسيتم إبعادهم عن الفريق.

بينما في إحدى هذه الوثائق، تم التأكيد على ضرورة تقديم وعود للاعبين بمبالغ جيدة بحجة حثهم على تحقيق الفوز، أي أن يتم الدفع لهم بطريقة لا يتضح معها أن النظام قد رشاهم.

وتتضمن هذه الخطط، يتم أيضًا اقتراح إنشاء “جيش إعلامي لإنتاج المحتوى” واستغلال المشجعين الذين سيتم إرسالهم من إيران للتأثير على الأجواء، وجاء في توصيات مجموعة “رؤساء تحرير إعلام الجبهة الثورية” ضرورة “مراقبة تحركات اللاعبين خارج وداخل الملعب”.

وطالب محررو هذه الوسائط بتهديد اللاعبين وإبلاغهم بأنهم سيمنعون من اللعب في المونديال إذا دعموا المتظاهرين، وفي الوقت نفسه، أعلنوا أن أي إجراء عقابي يجب أن يكون سريًا ولا يجب الإعلان عنه.

كما أكد “محررو إعلام الجبهة الثورية” على ضرورة اعتبار المقابلات مع وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية في الخارج “من المحرمات”، وفي هذه التوصيات، طُلب من وزارة الرياضة والشباب اتخاذ قرارات محسوبة بشأن المشجعين الذين سيتم إرسالهم من إيران، بحيث يكون لهم “تأثير كبير وقدرة على التغلب على الأجواء السلبية”.

كما أعلن محررو هذه الوسائل الإعلامية أن كيروش “لديه القدرة على ضبط وتنظيم الفريق، ويجب استغلال طاقته على أكمل وجه في هذا الصدد”.

وفي هذا السياق، قدم “مركز شمس” خطة بعنوان “خطة عمليات كأس العالم لكرة القدم”، وجاء في توصية هذا المركز أن وزارة خارجية إيران ينبغي أن تعمل مع وزارة خارجية قطر “لتقليل الأضرار قدر الإمكان”.

وقد طلبت السلطات الإيرانية من الحكومة القطرية التعامل مع المحتجين من خلال وزارة الخارجية، وما شوهد حتى الآن في مونديال 2022 في قطر يكشف بوضوح عن تعاون الدوحة مع طهران لقمع المحتجين.

وبالتعاون مع الحكومة القطرية، قام النظام الإيراني بعرقلة وصول صحافيي “إيران إنترناشيونال” إلى الدوحة لمتابعة البطولة، وفي الملاعب أيضا، تم التعامل مع الإيرانيين الذين كانوا يرفعون لافتات مرتبطة بدعم الاحتجاجات على مستوى البلاد أو يرفعون العلم الإيراني بشعار الأسد والشمس.

وفي هذا التقرير، يوصى أيضًا بإقامة احتفالات عند فوز المنتخب الإيراني ودفع الكثير من المكافآت للاعبين، ومن التوصيات الأخرى لهذا المركز، إنشاء محتوى ترويجي يتضمن “نشيد دعم جديد ومثير، وكلمات موحدة وتصور جديد حول الفريق الوطني”.

وقد أقامت قوات القمع التابعة للنظام الإيراني، أول من أمس الجمعة، احتفالا منظمًا بالرقص في معظم المدن، بعد فوز فريق كرة القدم الإيراني على ويلز.

محاولة تسييس كرة القدم

وفي هذه الوثائق، أكد النظام الإيراني بوضوح على تسييس كرة القدم، ومن الواضح الآن أن نظام الجمهورية الإسلامية نفسه يرى أن كرة القدم من دون السياسة تعتبر شعارًا فارغًا وزائفًا، ولذا فإن النظام يسعى لاستغلاله سياسيًا لمواجهة الاحتجاجات العامة.

يذكر أن لاعبي المنتخب الوطني الإيراني كانوا قد التقوا، يوم 14 نوفمبر الحالي، مع إبراهيم رئيسي، قبل أن يسافروا إلى قطر، وقد رافق هذا اللقاء انتقادات كثيرة، خاصة أن بعض اللاعبين طالبوا بدعم الرئيس، لكن أحلك جزء في خطط نظام جمهورية إيران الإسلامية لكأس العالم هو محاولة طمس الحقيقة بأدوات كرة القدم.

وسبق أن تم الكشف عن تسريب صوتي لاجتماع نائب قائد منظمة الباسيج، قاسم قريشي، مع مجموعة من صحافيي الباسيج، أُعلن فيه أن إيران طلبت من قطر قائمة بأسماء جميع المشجعين الإيرانيين في المونديال، وعبر عن ارتياحه لتعاون القطريين.

وقال فيه قريشي: إن قطر وعدت بمنع مشاركة الأشخاص الذين حددهم النظام الإيراني، بمن فيهم صحافيو “إيران إنترناشيونال”، في المونديال، مشيرا إلى أن جماعات المعارضة الإيرانية في الخارج “استثمرت” في كأس العالم و”اشترت 5300 تذكرة”، مضيفا أن “إيران وعدت قطر بعدم إصدار تأشيرات للأشخاص الذين يرى نظام الجمهورية الإسلامية أن وجودهم ضار، وأن قطر قالت: قدموا لنا الأسماء، ونحن سنقوم بالمطلوب”.

كما تصدت السلطات القطرية للمواطنين الإيرانيين الذين دخلوا الملعب بأعلام ورموز لدعم انتفاضة الشعب الإيراني في الملعب الذي أقيمت فيه المباراة بين إيران وويلز.

spot_img