على مدار الساعات الماضية تشتعل الأوضاع في أوروبا مجددا بسبب روسيا، إذ أعلن حلف شمال الأطلسي سقوط صواريخ روسية في بولندا، بينما وصفت روسيا تقارير سقوط صواريخ روسية بأنها “استفزاز”، وذلك بعدما دعت وارسو إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي البولندي.
واعتبرت وزارة الدفاع الروسية عبر حسابها على تليغرام أن “ما أفادت به وسائل إعلام بولندية ومسؤولون عن سقوط مزعوم لصواريخ روسية قرب بلدة بريفودوف ينطوي على استفزاز متعمد هدفه تصعيد الأوضاع”.
ونفت وزارة الدفاع الروسية هذه التقارير، بالقول: “لم نشن أي ضربات على أهداف قريبة من الحدود الأوكرانية البولندية”.
وأبرزت: “مزاعم وسائل إعلام بولندية بشأن سقوط صواريخ روسية في بولندا هي استفزاز من أجل تصعيد الموقف”، وأشارت إلى أنه “لا علاقة للحطام الذي نشرته وسائل الإعلام البولندية في تغطيتها من موقع قرية برزيودوف بالأسلحة الروسية”.
ولمح مجلس الدوما إلى أنه من المتوقع أن تكون القوات الأوكرانية متورطـة فـي الانفجار الذي وقع شرقي بولندا.
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه ليس لديه معلومات عن وقوع انفجار في بولندا، وردا على سؤال من رويترز، قال بيسكوف “للأسف ليس لدي معلومات عن هذا الأمر”.
وكانت قد أفادت وسائل إعلام غربية، مساء الثلاثاء، بمقتل شخصين بعد أن أصابت “صواريخ روسية” قرية برزيودوف البولندية القريبة من حدود أوكرانيا، كما نقلت أسوشيتد برس عن مسؤول استخباراتي أميركي قوله: إن شخصين قُتلا من جراء سقوط “صواريخ روسية” في بولندا.
ومن ناحيته، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، الديمقراطي، بوب مينيديز، أن قصف روسيا لبولندا عمدا سيؤدي إلى تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الناتو.
وقال مسؤول كبير في المخابرات الأميركية: إن صواريخ روسية عبرت الحدود إلى بولندا مما أدى إلى مقتل شخصين، وهو ما نفته روسيا، فيما أكد البنتاجون أنه يتحقق من المعلومات حول وقوع القصف.
كما قال الرئيس الأمريكى جو بايدن إنه من غير المرجح أن يكون الصاروخ الذي أصاب بلدة ريفية في بولندا بالقرب من الحدود الأوكرانية قد أطلق من روسيا، لكنه قال إن القرار النهائي في انتظار إجراء تحقيق كامل في الحادث، وفقا لصحيفة ذا هيل.
وقال بايدن للصحفيين ردا على سؤال عما إذا كان الصاروخ أطلق من روسيا: “هناك معلومات أولية تناقض ذلك لا أريد أن أقول حتى نحقق بالكامل. من غير المحتمل في أذهان المسار أنه تم إطلاقه من روسيا “.
وتحدث بايدن، الذي يحضر قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا، للصحافة بعد عقد اجتماع مع قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا وإسبانيا واليابان وهولندا. كما حضر الاجتماع زعماء المفوضية الأوروبية والاتحاد الأوروبي، وتحدث بايدن مع الرئيس البولندي أندريه دودا قبل لقاء حلفاء آخرين في بالي.
وقال بايدن للصحفيين بعد الاجتماع: “اتفقنا على دعم تحقيق بولندا في الانفجار الذي وقع في ريف بولندا بالقرب من الحدود الأوكرانية وسأحرص على اكتشاف ما حدث بالضبط ثم سنحدد بشكل جماعي خطوتنا التالية بينما نقوم بالتحقيق والمتابعة. كان هناك إجماع تام بين الناس على الطاولة “.
وقالت الولايات المتحدة وأعضاء آخرون في الناتو: إلى حد كبير إنهم ما زالوا يجمعون المعلومات حول الحادث قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد.
وأثارت الضربة حالة من التوتر حول آلية الدفاع المشترك للتحالف الغربي والمعروفة بالمادة 5 حيث ينص هذا المقال على أن أي هجوم على أي عضو فى الناتو “سيعتبر هجومًا ضدهم جميعًا”. تم استخدامه آخر مرة في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية على الولايات المتحدة.
بينما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الأربعاء، أنه تم استدعاء السفير البولندي إلى الوزارة بعد زعم وسائل الإعلام البولندية سقوط صاروخ “روسي” داخل الأراضي البولندية، وكتبت زاخاروفا على”تليجرام”: “تم استدعاء السفير البولندي إلى وزارة الخارجية الروسية”.
وفي وقت سابق من اليوم، قالت وزارة الخارجية الروسية، في تعليقها على حادثة الصواريخ في بولندا: إن أوكرانيا تستغل كل فرصة لإلقاء اللوم على روسيا وتحاول تعزيز الدعم الغربي.
وقالت الخارجية الروسية في بيان: “من الجدير بالملاحظة مدى سرعة توجيه الاتهامات ضد روسيا من قبل ممثلي نظام كييف.
ويبدو أن السلطات في كييف تستغل كل فرصة لاتهام روسيا ومحاولة تعزيز الدعم الغربي وسط حقيقة أن نظام زيلينسكي قد أرهقهم على ما يبدو رعاة. علاوة على ذلك، تشير البيانات الأولية حول هذا الحادث إلى أوكرانيا”.
إلي ذلك، قالت الخارجية الروسية: إن رد الفعل العلني لعدد من دول الناتو على حادث الصواريخ مثير للغضب، حيث نشرت وسائل الإعلام الأجنبية مزاعم كاذبة بأن روسيا قد تكون الجاني.
وفيما يخص التوقعات بشأن ماذا سيحدث خلال الساعات القادمة، قال الدكتور عبدالله الشايجي، أستاذ العلوم السياسية بالكويت وسويسرا، عبر تغريدة على حسابه بتويتر، إنه: “إذا ثبت تعمد قصف روسيا داخل أراضي بولندا وسقوط صاروخين ومقتل شخصين، فإن هذا تطوير خطير للغاية- خاصة أن بولندا عضو في حلف الناتو، وللمفارقة كانت وارسو عاصمة بولندا مقر حلف وارسو”.
وتابع الشايجي: “بينما يكرر بايدن: سندافع عن كل شبر من أراضي الناتو. وبولندا عضو في #NATO. هل ستطلب تفعيل المادة “5”؟”.
وأشار لاحقا إلى أن: “التحقيقات الأميركية الأولية تشير إلى أن الصاروخ الذي سقط داخل أراضي #بولندا على الحدود مع #أوكرانيا -كان صاروخاً من الدفاعات الأوكرانية أُطلق لاعتراض صاروخ روسي!
لاحظوا كلمة التحقيقات الأولية، وهذا ما أشار إليه الرئيس بايدن بأنه لا يعتقد أن الصاروخ روسي!… يعني بوتين وروسيا براءة”.