في ظل الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تشهدها إيران، والمظاهرات الضخمة التي اتسعت رقعتها على مدار حوالي ٦ أسابيع، وراح ضحيتها الكثيرون وبذلت روحها بها مهسا أميني، بسبب رفض الحجاب في طهران، وفي الوقت نفسه الذي تسعى فيه الدولة بكل أذرعها لدحض تلك المساعي، لكن يخالفها رجال الدولة أنفسهم.
وهو ما ظهر من خلال تسريب صور لرستم قاسمي، أحد قيادات الحرس الثوري الإيراني ووزير الإسكان في حكومة رئيسي مع صديقته دون حجاب في ماليزيا، انتشرت على مواقع التواصل، ليتصدر اسمه السوشيال ميديا تحت وسم #رستمقاسمیوزیر_راه أي رستم قاسمي وزير الطرق.
لذا وجه الآلاف من النشطاء انتقادات حادة للنظام، الذي يحرم على شعبه ما يحلله لرجاله، خصوصا أن قاسمي من المشددين في موضوع الحجاب ويدعم قمع الاحتجاجات، ما يثبت ازدواجية رجال الدولة الإيرانية.
وبالبحث تبين أن تلك الصور تعود لسنوات ماضية، إلا أنها انتشرت خلال الساعات الماضية، في وقت تشهد البلاد احتجاجات غير مسبوقة، منذ منتصف الشهر الماضي، إثر وفاة الشابة مهسا أميني، بعد اعتقالها من قِبل الشرطة الدينية بحجة عدم ارتدائها الحجاب بشكل مناسب، لذا انتقد العديد من الإيرانيين ما وصفوه بـ”الخبث الفاضح لدى مسؤولي السلطة” في البلاد.
كما اعتبر آخرون أن تلك الصور لخير دليل على أن رجالات النظام الحاكم في البلاد تحرم على الشعب ما تحلله لها، لاسيما أن قاسمي من المتشددين في موضوع الحجاب، والداعمين لقمع الاحتجاجات.
وما زالت الاحتجاجات مستمرة في إيران منذ 16 سبتمبر الماضي، إثر وفاة أميني، ابنة الـ22 عاماً، في حراك غير مسبوق منذ 2019، شارك فيه آلاف الشبان والشابات الغاضبون، من جميع طبقات المجتمع.
وشارك فيها طلاب الجامعات والمدارس أيضا في رفد تلك التظاهرات التي تصدرتها النساء، للمطالبة باحترام حقوقهن، وحقهن في التعبير عن آرائهن والتحكم بلباسهن وحياتهن في ظل قوانين صارمة مطبقة منذ عقود في البلاد؛ ما شكل أحد أكثر التحديات جرأة للسلطات وللزعماء الحاكمين من رجال الدين منذ ثورة 1979، إلا أن القوى الأمنية تصدت لها بعنف؛ ما أدى إلى مقتل المئات من المحتجين، إذ أكد عدد من المنظمات الحقوقية مقتل ما لا يقل عن 250 متظاهرا، فيما اعتقل الآلاف في أنحاء إيران.