للأسبوع الرابع على التوالي تشتعل إيران باحتجاجات عديدة في البلاد، خاصة منذ وفاة مهسا أميني في 16 سبتمبر بعد 3 أيام من اعتقالها في طهران على يد “شرطة الأخلاق”، لذا تتصاعد حدة الاحتجاجات من المواطنين تجاه النظام الإيراني.
وفي أحدث تلك الخطوات، اخترق قراصنة يدعمون موجة الاحتجاجات التي تقودها النساء في إيران بثاً إخبارياً مباشراً للتلفزيون الحكومي، أثناء نقل التلفزيون الرسمي لقطات للقاء خامنئي بمسؤولين في الدولة، ووضعوا إشارة تصويب وألسنة لهب على وجه المرشد علي خامنئي، وكتبوا على الشاشة عند الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي رسالة مفادها “أيديكم ملطخة بدماء الشباب”.
كما بث المخترقون رسالة تحض خامنئي على إخلاء مكتبه في طهران والفرار من البلاد، تتضمن: “حان الوقت لجمع أغراضك من شارع باستير والعثور على مكان آخر لعائلتك خارج إيران”.
وخلال ذلك، ظهر مذيع الأخبار وهو يتحرك قلقاً في مقعده بعد انتهاء الاختراق، وتحول رد فعله إلى موضوع تهكم واسع النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي رغم تشديد طهران القيود على الإنترنت مؤخراً.
وأظهرت الصور التي بُثّت لعدد من الثواني، صوراً بالأبيض والأسود لأميني و3 نساء أخريات لقين حتفهن خلال أكثر من 3 أسابيع من الاضطرابات والقمع الأمني، كما انتشرت مشاهد الاختراق بشكل واسع على وسائل الإعلام الفارسية والمنظمات الحقوقية الموجودة خارج إيران، ومواقع التواصل الاجتماعي.
بينما أعلنت جماعة “عدالة علي” مسؤوليتها عنه، داعية كافة المواطنين إلى الانضمام إلى الاحتجاجات، وناشرة شعاراً في الزاوية اليمنى العليا ينص على: “انضموا إلينا وانتفضوا”.
ومنذ مساء أمس السبت، تجددت الاحتجاجات خاصة في منطقة خاك سَفْيد، شرقي طهران، وجنت آباد، شمالي العاصمة وجنوبها أيضا، وتعالت هتافات المحتجين في الشوارع قائلة: فلتمت يا مجتبى (نجل المرشد الإيراني علي خامنئي) ولن ترى الزعامة، وردد عدد من المتظاهرين في نازي آباد جنوبي طهران: “هذا العام هو عام الدماء، فليسقط خامنئي”، وعبر البعض عن احتجاجهم عبر إطلاق أبواق السيارات في منطقة جنت آباد.
وتتصاعد حدة الاحتجاجات في إيران منذ سنوات بسبب الاقتصاد والفشل في إحياء الاتفاقية الدولية التي رفعت العقوبات عن إيران مقابل قيود مشددة ولكن مؤقتة على برنامجها النووي.
وأشعلت وفاة مهسا أميني في 16 سبتمبر نيران الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام.
بينما لجأت السلطات إلى أساليب القمع والعنف، سواء عبر قطع الإنترنت أو استعمال الرصاص الحي لتفريق المحتجين.