في ظل الضربات الموجعة التي يتلقاها الإخوان باليمن، يواجه قادة الجماعة الإرهابية أزمات عديدة بالبلاد للصراع على المال وبين بعضهم البعض والتصفيات الداخلية ومخاوف الانهيار تماما، لذا يحاولون التواصل حاليا عبر الرسائل المشفرة في العبوات الناسفة التي يسقط ضحيتها المواطنون الأبرياء.
ومنذ بداية الشهر الجاري، تصاعدت حدة العمليات الإرهابية التي ينفذها الإخوان في تعز بصورة مخيفة، إذ وضع مقنع قنبلة يدوية في جهاز صراف آلي تابع لإحدى محال الصرافة، ما تسبب في تدمير المكان، وهو ما وثقته الكاميرات بالصوت والصورة وأظهر لاحقا عملات أجنبية متناثرة أُتلفت كليا.
وفي اليوم نفسه، وضع مجهولون عبوة ناسفة داخل سيارة مواطن الذي لقي مصرعه فور وقوع التفجير المدوي والغامض، في سوق النشمة مركز مديرية المعافر جنوبي محافظة تعز.
وقبل ساعات في ليل أمس الخميس، وقع هجوم بعبوة ناسفة بسيارة مدنية، في سوق “ديلوكس”، في قلب مدينة تعز، ما أسفر عن إصابة اثنين، إذ يعتقد أن الهجوم كان يستهدف مسؤولا عسكريا يدعى حمود صغير الذي نجا منه.
وأرجعت المصادر اليمنية ذلك التفجير إلى أنه ناجم عن صراع بيني يضرب كبار قادة الإخوان، إذ إنه مع زيادة التفجيرات في الآونة الأخيرة في مدينة تعز يتبين أن التنافس المحموم على الثراء الشخصي والعقارات والأراضي من قبل قادة تنظيم الإخوان الإرهابي عسكريا وأمنيا والذي وصل بالفعل إلى مرحلة الخطر بعد أن تبادلت هذه القيادات رسائل مشفرة بالعبوات.
وأفادت المصادر اليمنية أنه “لا يمكن وقف تلك الحرب الصامتة في ظل هيمنة الإخوان على المؤسستين العسكرية والأمنية على مستوى تعز وعلى المستوى المركزي وهو ما يستدعي بدء عملية جراحية دقيقة لتفكيك شبكة النفوذ هذه والإطاحة بها، بما يسهم في إنقاذ 4 ملايين مدني يقطنون تعز”.
لذا أكد مراقبون أن هذه التفجيرات والعمليات الإرهابية تعتبر بمثابة رسائل مشفرة بين الإخوان عبر العبوات الناسفة، ولا تخرج عن كونها حرب تصفيات بينية تجري بصمت بين القيادات الإخوانية والتي دائما ما استيقظ الأهالي على صوتها.
وأضاف المراقبون أن الجرائم اليومية في تعز بمثابة إدانة واضحة لفشل الأجهزة الأمنية الإخوانية بتعز والتي درجت على ترويج انتصارات وهمية لتغطية فشلها في قدرة ضبط الانفلات الأمني الذي يضرب المحافظة ذات الثقل السياسي الكبير والمصنفة عاصمة ثقافية للبلاد.
وبفعل تلك الجرائم بات اليمنيون في مدينة تعز عالقين بين موت داخلي بسبب الإخوان وحرب تصفياتهم التي تجري عبر دعم عصابات مسلحة أو بالعبوات والقنابل، وأخرى إزاء الصواريخ والقذائف التي تتساقط على الأحياء ويطلقها الحوثيون بلا هوادة في جرائم انتقامية لتطويع الأهالي.
في 25 سبتمبر الماضي، قُتل اثنان وجرح 11 في انفجار عبوة ناسفة بحافلة ركاب قرب منزل محافظ تعز في مدينة التربة بريف الحجرية، وعقب أيام معدودة لقي شخصان مصرعهما وأُصيب آخرون، في حي “الروضة” في مدينة تعز، عقب معارك عنيفة بين مجموعتين للإخوان يقود الأولى “غزوان المخلافي” والأخرى “علاء الجعشني” على خلفية محاولة الأول نهب سيارة محملة بنبتة “القات” المخدرة.