انتهاكات عديدة تعرضت لها النساء في اليمن طوال سنوات الحرب على يد ميليشيات الحوثي الإرهابية المالية لإيران، حيث تعيش المرأة في أوضاع مزرية تواجهها ليس فقط مع صعوبات التهجير ولكن أيضًا بالتهديد والاضطهاد والسجن وعدم ممارسة حقوقها السياسية.
وكشفت تقارير دولية، أنه تم تسجيل أكثر من 4000 حالة انتهاك ضد المرأة حتى نهاية عام 2020، تنوعت ما بين القتل وإصابة الجسد والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب ومنع الحركة، وسط تأكيدات بوجود أكثر من 900 ألف نازحة في مخيمات محافظة مأرب نتيجة الحرب الدائرة في البلاد.
وكشف مراقبون، أن تأثير الحرب على النساء كان أشد على الرجال باليمن، حيث عادة ما يفقد هؤلاء أقاربهم الذكور الذين يموتون في النزاع، وتصبح (النساء بعد ذلك) المعيل الوحيد لأطفالهم وأسرهم، ويكافحون من أجل الحصول على عمل وضروريات الحياة الأساسية مثل الماء والغذاء والدواء وغيرها من الاحتياجات التي لديها تصبح نادرة، وتؤثر الحرب على الشابات والشبان أيضًا، كما تواجه المرأة مشاكل صحية وخاصة الأمهات في ظل تدهور الخدمات الصحية وتشتيت الأسر بسبب النزوح أو اللجوء.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية من الحرب اليمنية، واجهت النساء ممارسات منهجية تدريجية لتجريدهن من حقوقهن وسط غياب القوانين، وتعطيل مؤسسات الدولة وسيطرة الميليشيات الحوثية على معظم مناطق اليمن.
وارتكب الحوثي جرائم وانتهاكات بحق المرأة لم تحدث في تاريخ النزاعات اليمنية، وتجريد المرأة من حقوقها، وارتكبت تجاوزات بدوافع أيديولوجية بحتة، حيث تم فصل العديد من النساء من وظائفهن ولم يُسمح لهن بتولي وظائف في مهن معينة، ناهيك عن القيود المفروضة على حقوقهم وحرياتهم ومنعهم من السفر إلا مع مُرافق لهم.
وخضعت النساء لفحص دقيق عندما يتعلق الأمر بالأنشطة المجتمعية، عبر منعهم من التجمع والمسيرات للمطالبة بالحقوق والحريات، بالإضافة إلى الاعتقالات والاختفاءات القسرية. وواجهت العديد من النساء أحكامًا بالإعدام والسجن مدى الحياة بسبب أفعالهن، التي حُكم عليها بأنها غير أخلاقية من منظور ديني خاطئ وضيق.
وتواجه المرأة تحديات كبيرة منها المطالبة بالعدالة في ظل غياب القوانين وغياب الحماية القانونية، في غضون ذلك، انشغلت المنظمات النسائية ومنظمات حقوق الإنسان بالإغاثة الإنسانية، وسط استمرار الحرب حيث لا تزال النساء أولى الضحايا من خلال الاعتداءات الممنهجة على حياتهن وسلامتهن الجسدية في ظل غياب الدعم النفسي، وقوانين حماية النساء في النزاعات المسلحة.
ووثق تقرير حقوقي في ديسمبر 2020 وقوع 4282 حالة اعتداء على المرأة في اليمن من 21 سبتمبر 2014 حتى 25 أكتوبر 2020، ويشمل هذا الرقم 1.456 حالة وفاة؛ 2379 حالة إصابة نتيجة القصف المدفعي وانفجار ألغام وعبوات ناسفة والقنص و447 حالة خطف واختفاء وتعذيب.
كما تسببت الحرب في نزوح ملايين اليمنيين من مناطق النزاع، حيث نزح حوالي 5 ملايين، معظمهم من الأطفال والنساء الذين تُركوا لرعاية أسرهم وسط ضعف الخدمات الأساسية؛ ما جعلهم عرضة للاستغلال والتعذيب والعنف وتدهور الأوضاع الاقتصادية والحرمان من التعليم.