تحاول ميليشيات حزب الله المدعومة من إيران عبر جميع السبل تخريب الأوضاع في سوريا، لإشعال الأوضاع والدخول إليها لتحقيق الحلم الإيراني، لذا تستغل الأنفاق لتهريب المخدرات والأسلحة إليها.
وتملك الميليشيات، وفقا لناشطين سوريين، مصانع لمادة الكبتاغون المخدرة في جنوب سوريا، تضاف إلى عدة مصانع تمتلكها الميليشيات في سوريا، إذ تبدأ رحلة صناعة الكبتاغون بدخول المواد الأولية من إيران والعراق نحو سوريا ثم تتم صناعة المخدرات وتنطلق في رحلات التهريب نحو مختلف دول العالم.
وتم الكشف عن أن ميليشيا حزب الله اللبناني بدأت بحفر نفق في محافظة درعا لاستخدامه في تهريب المخدرات نحو الأردن، بعد أن تم تطبيق قواعد اشتباك جديدة، وهو الأمر الذي ساهم بإحباط محاولات الميليشيات المقربة من إيران لتهريب المخدرات والأسلحة نحو الشام.
وتواجه الميليشيات معضلة كبيرة في التمويل في ظل العقوبات الغربية على إيران وسوريا، ما يدفعها لتنفيذ محاولات تهريب شرسة نحو الأردن وسوريا.
كما ذكرت دراسة صادرة عن مركز للتحليل والأبحاث (كوار)، في 27 أبريل 2021، أن سوريا مركز عالمي لإنتاج الكبتاغون المخدّر، وأنها أصبحت أكثر تصنيعًا وتطورا تقنيا في تصنيع المخدرات، من أي وقت مضى، وبلغت قيمة صادرات سوريا من الكبتاغون عام 2020، ما لا يقل عن 3.46 مليار دولار أميركي، وفقًا للدراسة، التي لفتت أيضًا إلى استفادة النظام السوري من توسيع نطاق سيطرته العسكرية على الأرض، ما أتاح له ولحلفائه الإقليميين ترسيخ دورهم باعتبارهم مستفيدين رئيسيين من تجارة المخدرات في سوريا.
ووثق تقرير نشرته هيئة البث الإذاعي البريطاني BBC في 2020، أن مقدار شحنة حبوب الكبتاغون المخدرة التي انطلقت من سوريا، وتحديدًا من اللاذقية إلى ليبيا، وصودرت في إيطاليا، مطلع 2020، بلغ وزنها نحو 14 طنًا، بتكلفة 900 مليون جنيه إسترليني (مليار يورو).
واعتبر التقرير أن الشحنة نتاج جهد منسق بين النظام السوري وحليفه حزب الله، المنغمسين في مجال تجارة المخدرات، باعتبارها مصدر التمويل الأكبر لهما؛ إذ إن هذه الشحنة التي تعتبر أكبر شحنة مخدرات توقفها السلطات في العالم.
وفي تقرير نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن أحد القتلى الأربعة على الحدود الأردنية في 22 مايو، خلال إحباط عملية تهريب مخدرات قادمة من الأراضي السورية، متصل بميليشيات حزب الله، كان يعمل في تجارة المخدرات وعلى علاقة بقياديين من حزب الله، ويترأس مجموعة محلية تنشط في المنطقة الجنوبية من سوريا، وكثفت المجموعات المرتبطة بحزب الله نشاطها بمحاولات إدخال المخدرات مؤخرًا إلى الأردن.
وتتهم عدة دول وجهات ومنظمات دولية، حزب الله الإيراني بالوقوف خلف محاولات تهريب المخدرات إلى الدول المجاورة، وعلى مستوى العالم أيضًا.
وبحسب تقرير لمؤسسة ألما للدراسات والثقافة الإسرائيلية، فإن حوالي 130 معبراً حدودياً غير شرعي يربط لبنان بسوريا، بما في ذلك مجرى نهر العاصي، وذلك بعد تحديد أربع طرق برية رئيسية تشكل جزءاً من ممر تهريب المخدرات البري بين لبنان وسوريا، وتوجِّه هذه الطرق حركة المخدرات إلى جنوب سوريا.
وقال التقرير: بالإضافة إلى ممر التهريب البري من لبنان إلى جنوب سوريا، هناك أيضاً ممر جو – أرض من إيران، الغرض الرئيسي من هذا الممر هو زيادة استيراد المواد الخام المخصصة لصناعة الأدوية، أما المحطة الوسيطة لهذا الممر فهي العراق.
وأشار التقرير إلى أنّ إنتاج المخدرات جنوب سوريا يسهل توزيعها إلى وجهتها عبر الأردن، حيث يتمُّ نقل المخدرات إلى الأردن من خلال المعابر الحدودية الرسمية التي يسيطر عليها حزب الله، مثل معبر نصيب الحدودي والعديد من المعابر غير الرسمية الأخرى.
كما يتم تهريب المخدرات أيضاً من خلال منظومة طائرات بدون طيار، وحدثت آخر محاولة تهريب باستخدام طائرات بدون طيار في 21 أكتوبر، وتمكن الجيش الأردني من إحباط عمليات التهريب تلك.
وكشف التقرير الإسرائيلي وجود نوايا لميليشيا حزب الله لحفر أنفاق التهريب، ومؤخراً قام عناصر حزب الله بالتعاون مع عناصر من الفرقة الرابعة، حيث قامت تلك الفرقة بسحب عينات من التربة لتحديد المواقع المناسبة لحفر هذه الأنفاق.
وبحسب الدراسة؛ تمكّن المركز الإسرائيلي من تحديد أربع شخصيات لبنانية بارزة تعمل بالتعاون مع حزب الله في تصنيع وتهريب المخدرات في منطقة جنوب سوريا وهم (نوح زعيتر، مقتدى الحسين، حسن محمد دقو، أيسر شميتلي)، وحدد أيضاً أسماء 27 سورياً من أبرزهم (أبو علي خضر، وجدي أبو ثالث، عيسى مكحل المسالمة) وجميعهم يعملون في إنتاج وتهريب المخدرات؛ إذ إن كل هؤلاء الوكلاء المحليين بحسب التقرير يتعاونون مع المحور الشيعي الراديكالي بقيادة إيران بشكل عام وحزب الله بشكل خاص، وينتمي الكثير منهم إلى الميليشيات المحلية التي تعمل كمرتزقة مع المحور الراديكالي ووحدة ملف الجولان التابعة لحزب الله.
وأكّد التقرير أنّ صناعة المخدرات جنوب سوريا تسببت بقدرٍ كبير من العنف، وذلك نتيجة التنافس بين المهربين والتجار والميليشيات التي تقاتل من أجل السيطرة، مضيفا: “يمكننا أن نشهد العديد من محاولات الاغتيال والقتل؛ ما يزيد من الشعور الإشكالي بانعدام الأمن لدى مواطني جنوب سوريا، مؤخرا وفي 4 يونيو اغتال مهاجمون مجهولون أحد أبرز تجار المخدرات وهو (شادي محمود الحاج) جنوب درعا، كان يعيش الحاج في بلدة المزيريب وعرف بتعاونه مع عناصر المحور الشيعي المتطرف”.
وأشار التقرير لوجود فائدة مالية كبيرة لوكلاء المحور الشيعي الراديكالي الذي تقوده إيران، وخاصة الميليشيات الـ36 المحلية والموجودة جنوب سوريا والتي تعمل كمرتزقة، هذه الميليشيات وبحسب التقرير ركيزة أساسية لصناعة المخدرات، يتعاملون في التهريب والتوزيع والتصنيع والتجارة والأمن، وتشارك الميليشيات الشيعية الأجنبية العاملة تحت قيادة فيلق القدس وبعض السوريين وعناصر من وحدة ملف الجولان، وكذلك عناصر من ميليشيا حزب الله اللبناني ينتمون إلى وحدة القيادة الجنوبية التي يقودها الحج هاشم، في صناعة المخدرات جنوب سوريا.