الأحداث العديدة التي تشهدها لبنان مؤخرا، والخلاف بين الرئاسة والحكومة، وصراع حزب الله على الحكم، ومحاولات إيران في السيطرة، جعل بيروت أشبه بمستعمرة إيرانية.
وأكدت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية المتخصصة، فشل سياسة الدعم التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاه بيروت، ووصفت لبنان بأنها أصبحت مستعمرة إيرانية بسبب سيطرة حزب الله عليه.
واعتبرت المؤسسة في تقريرها أن لبنان دفع ثمنا باهظا في حرب العام 2006 مع إسرائيل، لكن حزب الله لم يدفع الثمن بل على العكس خرج من الحرب قويا واستطاع الاستيلاء على الدولة.
وأشارت إلى أنه ليس من قبيل الصدفة فقط أن لبنان يفشل اليوم، إذ إنه غارق في الديون وعملته متدهورة وغير قادر على تزويد مواطنيه بالخدمات الأساسية مثل، الماء والكهرباء وإزالة القمامة من الشوارع.
وأوضحت أن الولايات المتحدة تحاول المساعدة، وأنها على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية، كانت إستراتيجية الإدارات الأميركية تتمثل في تمويل وتدريب وتجهيز القوات المسلحة اللبنانية، بحيث يمكن أن تكون بمثابة ثقل مؤسسي في مواجهة حزب الله.
وقالت المؤسسة في تقريرها: “فشلت تلك الإستراتيجية، وهذه هي النتيجة الصارخة لتقرير جديد أعده ديفيد كيلكولن، الباحث العسكري والمستشار السياسي لوزيرة الخارجية الأسبق كوندوليزا رايس”.
وأوضحت أن المساعدة الأمنية البالغة 2.5 مليار دولار التي قدمتها الولايات المتحدة للجيش اللبناني منذ العام 2006، لم تحقق بوضوح الأهداف، وهي تعزيز سيادة لبنان، وتأمين حدوده، ومواجهة التهديدات الداخلية والإرهاب.
وتابع: “تستند الحجة من أجل تعزيز الجيش اللبناني جزئيا إلى افتراض أن الجيش اللبناني يتنافس مع حزب الله على الهيبة والنفوذ… في الواقع، الاثنان مرتبطان على أعلى المستويات، لأن تأثير حزب الله على السلطات المدنية اللبنانية واسع للغاية”.
وأضاف “يمتلك حزب الله حق النقض (الفيتو) على اختيار رئيس الوزراء وأعمال مجلس الوزراء اللبناني، فيما يتمتع تحالف حزب الله بنفوذ واسع في البرلمان، ويعمل حلفاؤه كرئيس للبلاد ورئيس لمجلس النواب”.
ولفت التقرير إلى أن تلك الأنشطة تشمل حفر الأنفاق من لبنان إلى إسرائيل، بهدف التسلل ونصب أكثر من 130 ألف صاروخ، بما فيها ما يصل إلى 500 صاروخ بأنظمة توجيه دقيقة قادرة على التغلب على نظام القبة الحديدية الإسرائيلية المضادة للصواريخ، لافتا إلى أن حزب الله يضع مثل هذه الصواريخ في أو تحت أو بالقرب من المنازل والمدارس والمساجد والمستشفيات على أمل أن يلوم المجتمع الدولي إسرائيل على أي مذبحة قد تنجم عن ذلك.
وأردف: “في التحليل النهائي، النظرية التي استندت إليها المساعدة الأميركية المعززة – تعزيز دولة لبنانية غير طائفية للتنافس على النفوذ مع حزب الله – لم تعد صالحة… ولذلك ننصح إدارة الرئيس جو بايدن بإعادة النظر في إطار الدعم الأميركي للجيش اللبناني”.
وأوصى التقرير، اشتراط المساعدة المستقبلية بمراقبة أكثر صرامة لعلاقات الجيش اللبناني مع حزب الله والمنظمات المرتبطة بالحزب، والإبقاء على أو زيادة العقوبات على الرعاية الإيرانية لحزب الله، مؤكدا أن لبنان أصبح الآن ضمن ملكية طهران، وهذا يدل على فشل الإستراتيجية الأميركية، لذا يجب أن نعترف به وننظر في سياسات بديلة”.