رغم الاحتفال بوقفة عرفة وعيد الأضحى المبارك والأجواء الدينية المبهجة التي تشهدها المنطقة العربية حاليًا، إلا أن جماعة الإخوان الإرهابية دائمًا ما تبخّ سمها في هذه الأوضاع، لتشويه الاحتفالات والنَّيْل من البلدان الإسلامية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، إذ نشرت حملة واهية للإساءة للشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى الذي قدم خطبة عرفة، إلا أن السعودية انتصرت للوسطية والتسامح، ووجهت صفعة قوية لجماعة الإخوان ونظرائها.
منذ الإعلان عن تكليف الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى عضو هيئة كبار العلماء الأمين العامّ لرابطة العالم الإسلامي بإلقاء خطبة عرفة، من مسجد نمرة اليوم الجمعة، سارع أنصار الجماعات الإرهابية وعلى رأسها “الإخوان” و”داعش” و”القاعدة” بشن حملة أكاذيب وافتراءات مشينة ضده.
وتضمنت تلك الحملة المشينة تحريضا وتشويها وقلبا للحقائق في محاولة إخوانية واضحة لتشويه صورة الشيخ محمد العيسى، ظهر من خلالها الحقد وحنقهم بكل لفظ استباحي وأيضا تكفيري بحق الشيخ العيسى، عبر وسم أطلقوه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” باسم “#أنزلوا_العيسى_من_المنبر”، بعد رسالة تؤكد من خلالها السعودية انتصارها لقيم الوسطية والتسامح، وتوجه صفعة قوية لتنظيم الإخوان الإرهابي.
ومن ناحيتها، سارعت جماعة الإخوان الإرهابية بنشر الأكاذيب في كل ما يضر بالإسلام والمسلمين وقضاياهم، والنيل من العلماء الذين عرف عنهم المنهج المعتدل الذي يمثل وسطية الإسلام ورسالة التسامح بين الأمم والشعوب، ومنهم الشيخ العيسى على وجه الخصوص.
ويعد الشيخ العيسى هدفًا دائمًا لحملات الجماعات الإخوانية ونظرائها من الجماعات المتطرفة والإرهابية، لعدة أسباب منها، قيادته منذ سنوات حملة لتصحيح الصورة النمطية عن الإسلام من خلال جولاته المكوكية في العديد من دول العالم سواء في البرامج والفعاليات والخطب الدينية التي يلقيها حول العالم، إذ نجح خلالها بالفعل في ترويج لخطاب “وسطي معتدل” أظهر سماحة الإسلام ونقاءه ودعوته للتسامح والسلام.
وبعد توليه منصب الأمين العامّ لرابطة العالم الإسلام في أغسطس عام 2016، أطلق الشيخ محمد العيسى عدة مبادرات كشف خلالها قولا وفعلا أن الإسلام هو دين العدالة الإنسانية، الذي يحافظ على قيمها الراقية في التعامل والتكامل، وكان لرابطة العالم الإسلامي دور رائد في تعزيز التعايش والوئام بين أتباع الأديان والأعراق والثقافات حول العالم.
كما كان للشيخ العيسى جهود كبيرة لكشف حقيقة تنظيم الإخوان الإرهابي ومؤامراته حول العالم، الأمر الذي جعل تلك الجماعة الإرهابية تناصبه العداء، وحذر الأقليات الدينية في الغرب من أن جماعة الإخوان” تصدر لهم “مفاهيم خاطئة” عن الإسلام، وبين أن “هذه الجماعة تنطلق من فرضية خاطئة وهي الصدام والصراع والمؤامرة الحتمية بين الإسلام والغرب، ولذلك عندما أناقش الغرب بهذه الخلفية، فلن أصل معهم إلى نتيجة، بل إلى مزيد من الصراع”، وطالب أيضا تحصين الفكر الإسلامي من أفكار ما يسمى بالإسلام السياسي، أو أفكار جماعة الإخوان.
كما يستهدف الإخوان العيسى بسبب محاولات الجماعة المستمرة للتشويش على جهود السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، لذا دشنت جهات مشبوهة يتصدرها عناصر إخوانية، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي عبر حسابات وهاشتاجات تحت اسم “الحج ليس آمناً” لترهيب ضيوف الرحمن من أداء الفريضة، والتحريض ضد المملكة، وإطلاق افتراءات للتشويش على جهود الرياض في خدمة الحجاج، ودعت لمقاطعة الحج عام 2019، وأيضا تشويه مبادرات رائدة للشيخ العيسى حظيت بإشادة إسلامية ودولية.
ومنذ تأسيس تنظيم الإخوان الإرهابي تهدف الجماعة إلى استغلال فريضة الحج لأهداف سياسية، وإن اختلفت تلك الأهداف في بدايات تأسيس التنظيم عن الفترة الحالية، وأيضا تستغل الحج للترويج لأفكار الجماعة واستقطاب الأنصار، ولكن تلك الأهداف اختلفت بعد تصنيف السعودية الإخوان كتنظيم إرهابي، حيث تحوَّلت الجماعة إلى التآمُر على السعودية خلال موسم الحج.
بينما تتصدى السعودية بحزم أمام محاولات تسييس الحج، مشددة على أهمية المحافظة على مقاصد الحج الإيمانية، وتعظيم شعيرة الحج واستغلاله في بذل الطاعات والعبادات تقربًا لله، وعدم الخروج عن شعيرة هذا النسك العظيم برفع أي شعارات سياسية أو مذهبية.
وظهر خلال الحملة مقاطع فيديو تظهر قيام الشيخ محمد العيسى، بقرع جرس، زاعمين أن الجرس هو ناقوس في كنيسة، بينما في الحقيقة كان في افتتاح ملتقى شباب جنوب شرق آسيا في العاصمة الإندونيسية جاكرتا حول موضوع دور الشباب في تمثل سماحة الإسلام ونشر السلام في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر من عام 2020، حيث يُعَدّ قرع الجرس تقليدًا درج الإندونيسيون على القيام به في افتتاح المؤتمرات والاحتفالات.
أيضا تضمنت حملة الافتراءات تشويه مبادرة للشيخ العيسى التي زار خلالها معسكر الإبادة الجماعية لليهود في بولندا إبان الحرب العالمية الثانية أوشفيتز في يناير عام 2020، ضمن جولة دولية في عدد من المواقع التي تعرضت للظلم والاضطهاد، وذلك للتأكيد على التنديد بتلك الجرائم البشعة دون استثناء أيٍّ منها، وأن هذه هي قيم الإسلام.