يبدو أن قطر لن يقتصر دعمها لطالبان على تقديم الإعلانات والمساعدات ومساعيها المستميتة لإكسابها الصبغة الشرعية بالساحة الدولية عبر المفاوضات العديدة التي تخوضها، وإنما أيضا ستتيح لها الدوحة بأكملها لتكون مرتعا لإرهابيّ حركة طالبان.
منذ ٢٠١٣، استقبلت قطر العديد من رموز حركة طالبان لتدشن لهم مكتبا خاصا بالحركة الإرهابية، ثم باتت تستقطب العديد من أعضائها وتنقل أطراف الجماعات الإرهابية واحدا تلو الآخر، لتكون أشبه بعاصمة جديدة لطالبان بآسيا.
وتحت غطاء دعم الأفغان، أعلنت دولة قطر توفيرها التعليم لطلاب الجامعة في كابول نظرا للظروف الأمنية في أفغانستان، عبر السماح بإلحاقهم بكليات المدينة التعليمية في الدوحة، وفقا لاتفاقية تم توقيعها بين مؤسسة قطر وصندوق قطر للتنمية مع الجامعة الأميركية في أفغانستان.
فيما قالت مصادر: إنه من المحتمل أن تقدم قطر على تجنيس الطلاب الأفغان وطالبان بمنحهم الجنسية، على غرار عدد من الإخوان المتواجدين بها، لتمكينهم في البلاد.
وأضافت المصادر: أن قطر ستحتضن الأفغان من أبناء طالبان وتمنحهم الجنسية وإكسابهم العديد من الحقوق والحريات على حساب أبناء قطر الأصليين، وهو ما ينذر بأن الدوحة لن تكون ملكا لأهلها الحقيقيين وسيسيطر عليها المجنسون.
ولعبت قطر دورا ضخما في المفاوضات مع طالبان، تحت ستار إجراء مفاوضات السلام الذي استعملته لمد الحركة بالدعم المالي والعسكري، للعودة إلى الحكم مجددا، وقدمت لها يد العون في إعادة تشغيل المطار وإرسال طائرة قطرية بها فريق فني في كابول.
كما أجرت قطر عدة اتصالات مع دول أخرى لمساندة طالبان، وتسهيل مهمتها في السيطرة ومساعدتها على أكمل وجه، وتمهيد الطريق أمامها وإجراء مفاوضات مع الدول الأخرى لتكون ذراعها بآسيا، حيث أعلنت وزيرة الخارجية الهولندية، سيغريد كاغ، في الدوحة أن بلادها قررت نقل سفارتها من كابول إلى العاصمة القطرية، بعد خطوة مماثلة من الولايات المتحدة وبريطانيا.
ويأتي ذلك، لرغبة قطر في الحصول على دور رئيسي في المحادثات مع طالبان، في ضمان سيطرة الحركة واستقطاب الأطراف المعادية لها للتمهيد من أجل إجراء محادثات لتحسين الأوضاع مستقبلا، وهو ما يصب في تحسين صورتها العالمية، وضمان مدخل وموطئ قدم لها بآسيا.
فيما أجرت عدة مفاوضات مع أميركا والاتحاد الأوروبي لصالح حليفتها طالبان، بالإضافة إلى مطالبة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في كلمته خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة بضرورة دعم أفغانستان.