انتقاد راشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي المجمد ورئيس حزب النهضة الإخواني، لم يعد قاصرا على أفراد البرلمان أو السياسيين أو أفراد الشعب فقط، وإنما أيضا امتد ليشمل بعضا من أعضاء الحزب نفسه، ليسارع الغنوشي بتكميم الأفواه ومنع أي اعتراضات ضده.
وبعد توجيه انتقادات لاذعة ضده، قرّر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، تجميد عضوية الوزير السابق والقيادي البارز بالحركة عماد الحمامي، بالإضافة إلى إحالته إلى لجنة النظام بسبب تكرر تجاوُزاته لسياسات الحزب.
وأكد الغنوشي، في بلاغ صادر عن حركة النهضة، اليوم الأربعاء، أنه “عملاً بأحكام القانون الأساسي لحزب حركة النهضة قرّر رئيس الحزب تجميد عضوية عماد الحمامي في الحزب وإحالته إلى لجنة النظام بسبب تكرر تجاوزاته لسياسات الحركة”.
ويأتي القرار بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الحمامي، ليؤدي فيها قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، بما يخالف توجهات النهضة، حيث اعتبر أن تفعيل الفصل 80 من قبل رئيس الجمهورية هو “قرار شجاع”، بينما يزعم الغنوشي أنه انقلاب على الدستور وخرق جسيم لبنوده.
كما قال الحمامي إن ما شهدته البلاد هو “فرصة للتغيير داخل حزب النهضة”، منتقداً بشدة عدم اعتراف النهضة بأخطائها.
ويعتبر الحمامي من القيادات البارزة في الحزب، والذي تولى العديد من المناصب الوزارية مثل فيها الحزب في الحكومات المتعاقبة منها وزير الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة، ووزير التشغيل والتكوين المهني، وآخرها وزارة الصحة، كما انتخب نائبا في البرلمان عن حركة النهضة.
وتشهد حركة النهضة منذ قرارات الرئيس التونسي الاستثنائية تفاقما للخلافات الداخلية، خاصة بين قادتها، حيث طالب شباب الحركة بحل المكتب التنفيذي والإطاحة بالغنوشي، حيث تم حل المكتب التنفيذي وتعيين محمد القوماني على رأس لجنة تكلف بإدارة مفاوضات المرحلة الراهنة مع بقية الشركاء.