رغم المزاعم التركية بتوفير كل سبل الراحة للاجئين السوريين وتوجيههم بالبلاد، واستغلالهم لتهديد القارة الأوروبية، إلا أن النظام رسخ من العنصرية بين الأتراك، وساعد في نشر العنف والتمييز بينهم، ليلقى السوريون معاناة مستمرة وصلت لحد المطالبة بإبادتهم من الأرض التي يتواجدون عليها.
ظهرت تلك العنصرية تجاه السوريين، بعد مشاجرة شهدتها بلدة “ألتينداغ” بالعاصمة أنقرة، وقيل إن “سوريين طعنوا شابين تركيين” في ألتينداغ، ما نتج عنه مقتل أحدهما بينما يعاني الثاني من إصابات خطيرة.
ونشبت المشاجرة بين سوريين وشخصين تتراوح أعمارهما بين 16 و18 عاما، في إحدى الحدائق العامة، ليقرر الأتراك الانتقام بشكل عنصري، وتجمع أكثر من 100 تركي والاعتداء على جميع منازل وسيارات وممتلكات السوريين الموجودين بالمنطقة، بحسب صحيفة “زمان” التركية.
ولم يتوقف الاعتداء العنصري إلا بتدخل قوات مكافحة الشغب التركية لفض الاشتباك بين الأتراك والسوريين، بعد عدة أضرار بالمنطقة.
وأظهرت تلك الواقعة، العنصرية الضخمة بين الأتراك، حيث طالب بعض سكان الحي بمطالب غير إنسانية مثل “إبادة اللاجئين” و”عدم فتح محلاتهم مرة أخرى”.
فيما أصدر مكتب محافظ أنقرة بيانا أنه تم إلقاء القبض على الرعايا الأجانب الذين نفذوا الحادث واحتجازهم، دون التطرق إلى عقوبات على الأتراك المعتدين.
ويوجد على أرض تركيا حوالي 3.6 مليون، لاجئ سوري، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ولكنهم يتعرضون لمعاناة ضخمة، حيث يروج النظام لخطاب سياسي متشدد تجاه اللاجئين، وهو ما ظهر في استطلاع حديث لمعهد “بيار” التركي لقياس اتجاهات الرأي العام، نتج عنه أن 70 % من الأتراك يرفضون وجود السوريين في بلادهم.
وبسبب الخطاب العنصري الذي يروج له النظام سادت العنصرية والتمييز بين الأتراك، حيث نشر بعض المواطنين العام الماضي منشورات في غازي عنتاب كُتب عليها بلغة عربية “عد إلى بلادك سوريا أنت غير مرحب بك”، وسبق أن شهدت ولاية هاتاي، اعتداء وحشيا من الشبان الأتراك على شابين سوريين، وهم يصرخون في وجوههم: “إما أن ترجعوا إلى بلادكم، أو سنقتلكم”.
وكثيرا ما تشن الجهات الأمنية التركية مداهمات وحملات تجاه السوريين، ما نتج عنه اعتقال الآلاف فى إسطنبول وحدها، فيما رحلت المئات بشكل قسري إلى مناطق التوتر والقتال في شمال شرقي سوريا، مثل إدلب وعفرين، ونقلت آخرين إلى معسكرات لاجئين في المناطق الحدودية مع سوريا، حيث لا يتوفر الحد الأدنى للحياة الإنسانية.
كما أمرت السلطات التركية من أصحاب المحال والمطاعم السورية بضرورة استبدال لافتات محالهم ومطاعمهم التي تحتوي على كلمات من اللغة العربية باللغة التركية.
فيما زاد من معاناة اللاجئين السوريين في تركيا، هو شروط الإقامة وسوء المعاملة، فيما تم التخلص من أغلبهم إبان أزمة كورونا العام الماضي.
وتعتبر تركيا من الدول الموقعة على اتفاقية جنيف لعام 1951 وبروتوكول عام 1967 اللاحق، إلا أنها ترسخ من قيود جغرافية على اللاجئين، الذي ينص على أن أي شخص قادم من خارج أوروبا لا يُمنح وضع اللاجئ، ولكن تركيا ليست موطنًا حتى لحوالي 50 ألف لاجئ رسمي، لذا فإن وضع “لاجئ” لا يكاد يغادر البلاد أبداً.