في ظل المساعي الحوثية الضخمة لدخول مدينة مأرب، أكبر معاقل القوات الشرعية، تشهد المدينة اليمنية مواجهات وأحداثًا عنيفة متتالية، آخرها حرق مقطورات محملة بالغاز لتصعد فوقها موجة سحابية سوداء ضخمة، منذ ساعات.
وشهدت مأرب اشتباكات ومواجهات عنيفة، بين قبائل بوادي عبيدة في منطقة العرقين، وتبادل إطلاق النيران الكثيفة، ما أسفر عن احتراق عشرات المقطورات المحملة بمادة الغاز والمشتقات النفطية.
وقالت الصحف اليمنية: إن الحريق الناتج عن الاشتباكات العنيفة في منطقة العرقين بوادي عبيدة بمحافظة مأرب، يُشاهَد من مدينة مأرب والمديريات المجاورة، وأن النار تلتهم قاطرات الوقود الواحدة تِلو الأخرى.
وهزت الانفجارات مناطق متعددة في مأرب حيث نتج عن انفجار حوش قواطر تحمل مادة الغاز ومشتقات نفطية في المنطقة.
وكانت القاطرات محملة بمادتَيِ الغاز والبنزين، والتي كانت تقف في حوش يتبع رجل أعمال دون تحديد عدد الشاحنات المحترقة.
ويأتي ذلك ضِمن ما تشهده الخطوط الطويلة من حرائق وانفجارات تخلف عشرات الضحايا بسبب غياب وسائل الأمن والسلامة في الشاحنات.
وسارعت قوات الدفاع المدني لمحاولات إطفاء الحريق، وفقًا لوكالة “سبأ”، موضحة تمكُّن الفِرَق من إخماد الحريق.
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول قوله: إن الحريق سببه إطلاق نار من قبل مسلحين في منطقة العرقين بجوار حوش الصبيحي الذي يضم عددا من مقطورات الغاز، مشيرا إلى أن الحريق أسفر عن انفجار عدة مقطورات وحدوث أضرار كبيرة جري تقييمها بأنها تعرضت لأضرار تخريبية.
كما أعرب المصدر عن شكره لفِرَق الدفاع المدني التي سارعت لإخماد النيران والسيطرة على الحريق.
بينما زعم عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، أن دول التحالف وقوات الشرعية هم السبب وراء إحراق العشرات من مقطورات الغاز في مأرب، مدعيًا أن الاشتباك مخالف لقواعد السلامة وإهدار لأموال الناس.
كما ادعى أن هذا الحادث يعد دليلاً على أن “الإدارة القمعية بحق أبناء مأرب لا تراعي الحفاظ على الناس بل تؤكد أن غايتها تبرر الوسيلة أو كما قيل إذا قدك رايح فأكثر”، وفقا لمزاعمه التي يروج لها من أجل الدخول والسيطرة على مدينة مأرب الغنية بالنفط والكثير من الموارد الطبيعية الهامة.
ويتزامن ذلك، مع تمكُّن الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب اليمنية من تفكيك خلية إرهابية لميليشيات الحوثي، كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية وأعمال تخريبية تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة، وذلك في عملية أمنية نوعية نفذتها بعد عملية تعقّب ومتابعة مستمرة لعناصر الخلية استمرت لأيام.
وقالت وكالة “سبأ”: إن ميليشيات الحوثي أوكلت لعناصر الخلية القيام بأعمال إرهابية وتخريبية في مناطق متفرقة بمأرب وذلك في إطار مخططاتها لإثارة الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة، وتم ضبط عدد من عناصر الخلية الإرهابية الحوثية أثناء قيامهم بزرع العبوات الناسفة في طريق دولي يمر عبر مأرب مستهدفة الطواقم الطبية وشاحنات نقل البضائع والمسافرين.