في الفترة الأخيرة، اعتمدت الميليشيات المسلحة في العراق على عدة مخططات من أجل القضاء على نشطاء ثورة تشرين خشية اندلاع أي تظاهرات مستقبلا، وكان على رأس تلك المخططات عمليات الاعتقال المنتجة.
الحملة الممنهجة جاءت على خلفية كشف سلسلة من المجموعات الصغيرة التي قامت بعمليات اغتيال لعدد من الناشطين والسياسيين، بعدما قادوا عدداً من التظاهرات الاحتجاجية على الفساد والسلاح غير الشرعي.
ومن بين الأسباب الأخرى التي أدت لإطلاق تلك الحملة الاشتباكات التي وقعت في البصرة، بين قوة أمنية عراقية وعناصر ميليشيات موالية للحرس الثوري الإيراني قبل أسبوع، بعد مداهمة أمنية لمنزل أحد مسلحي الميليشيات، المتهم بتنفيذ عمليات اغتيال ناشطين، فهاجم فصيل مسلح يتبع لميليشيات عصائب “أهل الحق” مقر “خلية الصقور” الاستخبارية في منطقة البراضعية بالبصرة، بعدما أظهرت التحقيقات دور هذه المجموعات بعمليات الخطف والتعذيب والاغتيال.
والهجوم وقع على خلفية قيام مفرزة تابعة للاستخبارات، ووفق مذكرة قبض أصولية، بمداهمة مقر ومنزل مسؤول الدعم اللوجستي في ميليشيات العصائب المدعو صباح الوافي دون إلقاء القبض عليه بسبب عدم تواجده في تلك الأثناء، والمداهمة الأمنية التي شاهدها سكان الحي ومن بينهم عدد من الناشطين، دفعت مجموعة من العصائب للقيام بمحاصرة مقر الاستخبارات ومهاجمته بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة لمدة ربع ساعة مع عدم السماح لأي شخص بالدخول والخروج منه.
وخلال التحقيق تبين أن القيادي في العصائب صباح الوافي مطلوب للقانون وعليه مذكرات قبض بتهم اغتيال ناشطين آخرين عام 2018 خلال تظاهرات البصرة التي أحرق فيها عدد من مقار الميليشيات، وتبين أيضاً أن أحد أبرز الذين ساهموا بالاغتيالات وخططوا لها يدعى أبو بشير، وهو متهم بقتل ناشطين بينهم ريهام يعقوب وهي ناشطة مدنية نسوية عراقية كانت تعمل طبيبة في مجال التغذية من البصرة في أغسطس 2020.
وكانت ريهام واحدة من الناشطات اللواتي شاركن في الاحتجاجات وطالبت بتغيير المسؤولين في محافظة البصرة، وتزامن مقتلها مع حملة اغتيالات طالت عدة ناشطين شاركوا في التظاهرات العراقية مثل هشام الهاشمي، وكانت صحيفة “مهر” الإيرانية حرضت ضد ريهام يعقوب بسبب مشاركتها في احتجاجات جنوب العراق عام 2018.
كما قتلت جنات ماذي التي تبلغ من العمر 49 عاماً، وهي مسعفة أشرفت على مداواة المحتجين، قتلت في يناير من العام الماضي، في البصرة، بهجوم شنه مسلحون مجهولون، خلال المظاهرات المطالبة بتنفيذ إصلاحات سياسية.
وفيما قتل الصحفي أحمد عبد الصمد، في يناير 2020 أيضاً، برصاص مسلحين في البصرة، حيث كان يغطي التظاهرات المناهضة للطبقة السياسية، والمطالبة بإبعاد العراق عن الصراعات الخارجية.