بعد ٧ أعوام من الترف والبذخ والتمكين، انقلب وضع الإخوان الهاربين في تركيا تماما، ليشهدوا قيودا صارمة على القادة والقنوات الإعلامية، بسبب رغبة أنقرة في المصالحة مع مصر.
وأصدرت الحكومة التركية قرارات صارمة ضمن مساعيها لتخفيف التوتر من القاهرة وعودة العلاقات، حيث فرضت قيود حادة على قنوات الإخوان المعادية لمصر، ووجهت بوقف الانتقادات للقاهرة، مهددة بالترحيل إذا لم يتم الاستجابة لتلك التعليمات.
وأبلغ النظام التركي قنوات الإخوان التي تبث رسميا من إسطنبول بضرورة وقف البرامج التي تعادي الدولة المصرية، وهي قنوات “مكملين، والشرق، ووطن”، حيث وجهت لهم تعليمات بضرورة تخفيف حدة لهجة الانتقاد.
وبسبب تلك الأزمات المتلاحقة وتفاقم مخاوف الإخوان من الترحيل، كشفت مصادر أن التنظيم الدولي شكل لجنة خاصة لإدارة الأزمة، وتحديد مصير المقيمين في تركيا ممن لم يحصلوا على الجنسية، ومستقبل العاملين في فضائيات إسطنبول، حال قرار السلطات التركية إغلاقها.
وأشارت إلى أن تلك اللجنة يترأسها محمود الإبياري القيادي بالتنظيم الدولي والمقيم في لندن، بمساعدة الدكتور محمد سودان أمين لجنة العلاقات الخارجية بجماعة الإخوان المقيم في لندن، حيث إن حلقة الوصل مع تركيا هو ياسين أقطاي مستشار أردوغان.
وأضافت المصادر: أن اللجنة توصلت لعدة سيناريوهات، أبرزها هو انتظار الموقف النهائي من المصالحة مع مصر والخطوات التركية المنتظرة، ومن ثَمَّ الالتزام بتنفيذ التهدئة في فضائيات الإخوان بعدم انتقاد مصر.
وتابعت: إنه من المحتمل أيضا بالسيناريو الثاني أن تتخذ الجماعة خطوات جدية بتوفير ملاذات سريعة وآمنة لعناصرها، وتدشين منصات إعلامية بديلة لاستيعاب العاملين في فضائيات إسطنبول، لتأتي بريطانيا في مقدمة تلك الملاذات.
وأردفت أنه بالفعل انتقلت 4 أسر إخوانية كاملة أمس من تركيا، إلى بريطانيا، على أن ينتقل المزيد الأيام المقبلة، فضلا عن إطلاق فضائية “الحوار 2” من لندن بالإضافة لعدد من المواقع الإخبارية في الدول التي ستستوعب عناصر الجماعة.
وقبل ساعات، كشفت مصادر خاصة أن طائرة مصرية أقلعت إلى تركيا، قبل ساعات، لاستلام الإرهابيين علاء سماحي ويحيى موسى المتورطين فى مقتل النائب العام المصري المستشار هشام بركات، وقادة حركة حسم المصنفين على قوائم الإرهاب.
وأضافت المصادر: أن الطائرة المصرية الحربية تحمل أيضا خطابا للحكومة التركية بتسليم 128 إخوانيا مطلوبين للعدالة المصرية من بينهم معتز مطر وهشام عبدالحميد وزوبع ومحمد ناصر.
كما وجهت بمنع تدشين أي أحزاب سياسية إخوانية داخل تركيا، حيث أبلغت قيادات الجماعة بضرورة الالتزام لتجنب الترحيل، وأن النشاط الإعلامي لقنواتهم بإسطنبول سيكون مشروطا وبتصريح، وفي المقابل وافقت قيادات الجماعة الإرهابية مطالبة السلطات بعدم مداهمة القنوات.
وفي ظل ذلك، يبحث الإخوان عن ملجأ بديل لهم، بعد غدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بهم، وتهديداته بالترحيل إذا لم يستجيبوا للتعليمات، ولكن قد لا يجدون أي دولة تستقبلهم بسبب جائحة فيروس كورونا.
