تشهد السودان حالة من التوتر السياسي والأمني المستمر، وسط تحذيرات متزايدة من تغلغل جماعة الإخوان المسلمين في مفاصل الدولة، وهو ما يُعد تهديدًا صريحًا لاستقرار المؤسسات الوطنية ولامتثالها للدستور والقوانين.
الخلافات بين البرهان والجماعة
وكشفت المصادر، أنه على الرغم من التأكيدات الرسمية للقائد العسكري عبد الفتاح البرهان حول عدم وجود نفوذ للإخوان في المؤسسات، إلا أن الواقع يكذّب هذه التصريحات بحسب خبراء ومصادر مطلعة، فقد رصدت عدة تقارير محلية ومحاولات تسريب معلومات عن تدخلات جماعة الإخوان في القرارات الحكومية، خاصة في ما يتعلق بالتعيينات الإدارية، وإدارة الموارد، وحتى في صياغة السياسات الوطنية.
ويشير خبراء السياسة السودانية، أن هذا التناقض بين التصريحات الرسمية والواقع الفعلي يعكس صعوبة التعامل مع نفوذ الجماعة داخل الدولة، ويعطي مؤشرًا على أن الأزمة السياسية في السودان أعمق مما يظهر على السطح، وأن أي خطوات للإصلاح تتطلب مواجهة حقيقية مع شبكات النفوذ هذه.
مخاطر ونفوذ الإخوان في السودان
وأكدت المصادر، أن جماعة الإخوان المسلمين في السودان تعد أحد أهم الفاعلين السياسيين الذين يمارسون تأثيرًا واسعًا على مفاصل الدولة، وهو نفوذ يثير مخاوف كبيرة من تهديد استقرار المؤسسات الوطنية، هذا النفوذ لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل يمتد إلى أجهزة الأمن، القضاء، والإدارات الحكومية الحيوية، ما يجعل من الصعب تنفيذ إصلاحات حقيقية دون مواجهة هذا التغلغل.
وكشفت، أن أبرز مخاطر وجود الإخوان في مفاصل الدولة تكمن في قدرة الجماعة على توجيه السياسات العامة بما يخدم أجندتها الخاصة، سواء في القرارات الاقتصادية، التعيينات الإدارية، أو إدارة الموارد المالية للدولة.
ويؤكد خبراء السياسة السودانية، أن هذا التوجه يؤدي إلى تضارب مصالح داخلي، ويزيد من مظاهر الفساد والبيروقراطية، ويضعف كفاءة المؤسسات الحكومية في خدمة المواطنين.
هذه السيطرة الناعمة تقلل من مستويات الشفافية والمساءلة، وتضعف قدرة الدولة على مكافحة الفساد أو تطبيق الإصلاحات المؤسسية الضرورية، نفوذ الإخوان الطويل الأمد يشكل خطر الإخوان المستمر ويعرقل بشكل جذري جهود الانتقال الديمقراطي المنشود.
خارطة طريق لمواجهة نفوذ الإخوان
تتطلب مواجهة هذا التهديد اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لضمان استقلالية مؤسسات الدولة السودانية. من الضروري رفع مستوى الرقابة على التعيينات الإدارية والسياسات العامة، مع تعزيز دور المجتمع المدني كشريك فعال لمراقبة أداء الحكومة.
كما أن تفعيل سيادة القانون وتعزيز الأجهزة القضائية المستقلة هما عاملان أساسيان للحد من قدرة أي جماعة -بما فيها الإخوان في السودان- على السيطرة على مفاصل الدولة وحماية استقرار السودان من أي سيطرة أيديولوجية.

