مع اقتراب فصل الشتاء وتزايد التحديات العالمية المرتبطة بالطاقة، تتحرك تونس بخطى سريعة لضمان تأمين احتياطيات كافية من الغاز الطبيعي لتجاوز أي اضطرابات محتملة في الإمدادات الدولية.
ضغط عالمي يلقي بظلاله على تونس
وتعمل الشركة التونسية للكهرباء والغاز “STEG” على تحديث بعض خطوط النقل وتعزيز قدرات الربط بين المناطق لضمان توزيع مستقر للطاقة حتى في حال ارتفاع الاستهلاك بشكل مفاجئ خلال موجات البرد.
كما يجري حاليًا تقييم احتمال إدخال محطات غازية متنقلة كحل إضافي في حالات الطوارئ، على غرار التجارب التي اعتمدتها دول متوسطية أخرى.
وتسعى تونس -من خلال الاجتماعات المشتركة الأخيرة- إلى توقيع اتفاقيات طويلة المدى تمنحها كميات ثابتة وبأسعار أقل تأثرًا بتقلبات السوق الدولية، إضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات الاستكشاف البري والبحري.
هل تنجح تونس في عبور الشتاء دون صدمات؟
ووفق المصادر، فإن نجاح الخطة التونسية يظل مرهونًا بعدة عوامل، أبرزها استقرار الإمدادات الجزائرية خلال الأشهر الأكثر استهلاكًا وقدرة الحكومة على التحكم في الاستهلاك الداخلي وفرض إجراءات ترشيد واضحة وتوازن السوق الدولية وعدم حدوث أزمات جديدة قد ترفع الأسعار أو تقلل المعروض وجاهزية البنية التحتية وعدم تعرضها لأي أعطال كبيرة.
يذكر، أنه في ظل أزمة طاقة عالمية لا تبدو نهايتها قريبة، تقف تونس أمام تحدٍّ استراتيجي يتمثل في تأمين مخزون الغاز لضمان شتاء آمن دون انقطاع للكهرباء أو اضطرابات اقتصادية.
وقالت مصادر: إن التحركات الحكومية الأخيرة تعكس وعيًا بخطورة المرحلة، لكن النجاح يتطلب تنسيقًا محكمًا بين مختلف المؤسسات، إضافة إلى تسريع الانتقال نحو اقتصاد طاقي أكثر تنوعًا واستدامة، ورغم الضغوط الخارجية والتقلبات الدولية، تبدو تونس عازمة على تجاوز الشتاء القادم بثبات، واضعة أمنها الطاقي في صدارة الأولويات الوطنية.
يذكر، أن سوق الطاقة العالمية يشهد اضطرابات حادة منذ عام 2022 نتيجة تقلّص الإمدادات وارتفاع الطلب، خصوصًا في أوروبا التي تسعى لتعويض الغاز الروسي.

