تتكشف فضائح حكومة تميم بن حمد يومًا بعد يوم، حول أسرار صفقة الولايات المتحدة الأميركية وحركة طالبان، الموقعة في الدوحة أواخر شهر فبراير الماضي، وسط تساؤلات عدة حول مدى نجاح هذا الاتفاق الهش الذي يرعاه نظام الحمدين، ومدى علاقة قطر بأخطر الجماعات الإرهابية حول العالم.
ويبدو أن فشل الصفقة بين واشنطن وطالبان يعني إخفاق قطر كوسيط دولي، حسبما يرى مراقبون، رغم جهودها في تعزيز علاقاتها مع الجماعات الإرهابية، وسعيها الدائم لحل أزمة جماعة طالبان الإرهابية في أفغانستان والولايات المتحدة.
صحيفة «عرب نيوز»، الصحيفة الرائدة الناطقة باللغة الإنجليزية في الشرق الأوسط، سلطت الضوء على فشل أول مهام قطر في وساطتها الدولية؛ إذ أشارت إلى أن المحادثات بين الأفغان معلقة بخيط مع وضع طالبان وحكومة أفغانستان.
وذكرت الصحيفة، أن حركة طالبان أعلنت يوم الخميس الماضي، لأول مرة، جدولًا زمنيًا لبدء المحادثات مع كابول بعد تأخيرها مرتين بسبب الشروط المسبقة التي حددتها المجموعة وحكومة غاني.
لكن بعض المحللين الأفغان، يعتقدون أن إصرار طالبان على الإفراج عن مزيد من السجناء، وتأكيد الحكومة على وقف نشاط المتمردين، يمكن أن يعرقل الحوار.
الحكومة الأفغانية، اعتبرت يوم السبت، أنه لا تزال هناك فرصة للسلام في البلد الذي مزقته الحرب، لكن طالبان بحاجة إلى تجنب العنف أولًا، للانخراط في محادثات مباشرة مع كابول.
وقال صديق صديقي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني: إن “هناك فرصة للسلام بشرط أن تتخلى طالبان عن العنف وتوافق على إجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة الأفغانية”.
وجاءت تعليقات متحدث الرئيس الأفغاني، بعد يوم من تصريح الممثل الخاص الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد بأن المحادثات بين الأفغان “لم تكن” على الإطلاق كما كانت في الوقت الحالي.
وقال خليل زاد، الذي أبرم صفقة تاريخية مع طالبان في الدوحة بقطر في أواخر فبراير من هذا العام، يوم الجمعة، إن “هذه لحظة مهمة لأفغانستان وللمنطقة- ربما لحظة حاسمة”.
بينما عقب سهيل شاهين، المتحدث باسم مكتب طالبان في قطر، على التقارير، بقوله: إن المحادثات يمكن أن تبدأ بعد عيد الأضحى، طالما “أفرجت كابول عن باقي سجناء طالبان، القائمة التي هي مع الحكومة”.
كانت حكومة الغاني، التي تم استبعادها من محادثات قطر، رفضت إطلاق سراح مئات من سجناء طالبان، كما طالبت الجماعة، مشيرة إلى أن أكثر من 4000 مسلح قد تم إطلاق سراحهم بالفعل من السجون الأفغانية في الأشهر الأخيرة، وقالت إن طالبان بحاجة إلى التوقف عن ارتكاب العنف “لإظهار صدقهم” للمحادثات.