تزايدت التكهنات بشأن مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا، لطالما أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى امتلاكه خطة سرية لإنهاء الحرب خلال 24 ساعة، وهي خطة يُتوقع أن تعتمد على مقاربة تفاوضية جذرية تختلف كليًا عن استراتيجية الإدارة الحالية.
إن هذا التوجه يمثل تحولاً جذريًا في السياسة الغربية، ويثير قلقًا كبيرًا في كييف والعواصم الأوروبية، السؤال المركزي اليوم ليس عن ماهية الخطة بالضبط، بل عن السيناريوهات المحتملة لتطبيق خطة ترامب بشأن أوكرانيا وكيف ستؤثر على خريطة الصراع.
صفقة الأرض مقابل السلام
وقالت مصادر: إن السيناريو الأكثر تداولاً يركز على الضغط الأمريكي غير المسبوق لوقف إطلاق النار الفوري، مع تثبيت الخطوط الأمامية الحالية أو تلك التي كانت قائمة في عام 2022 كحدود فاصلة مؤقتة.
وأكدت المصادر، أن السيناريو الثاني يركز على تجميد الصراع لفترة طويلة، مع تغيير طبيعة الدعم الأمريكي من مساعدات هجومية إلى بناء قوة دفاعية ذاتية دائمة لأوكرانيا.
كما أوضحت أن ضمن السيناريوهات، هو التخفيف التدريجي للعقوبات مقابل التنازلات، حيث يربط هذا السيناريو بين التنازلات الجيوسياسية الأوكرانية بتخفيف الضغط الاقتصادي على موسكو، بناءً على مقولة ترامب: “إن العلاقات الجيدة مع روسيا أمر ممكن”.
ما هي المخاطر المحتملة؟
وأشارت المصادر، أنه بغض النظر عن الخطة، فإن مقاربة ترامب تنطوي على مخاطر جمة منها الانهيار الأوكراني، وهو ما يتعارض مع هدف ترامب المعلن بإنهاء الحرب.
وفق ما طرحته المصادر أن خطة ترامب ستؤدي إلى تصدع الناتو وتوتر غير مسبوق في العلاقات عبر الأطلسي، حيث ستشعر بولندا ودول البلطيق بالخيانة، مما يضعف الجبهة الغربية الموحدة ضد روسيا.
كما أنه ضمن المخاطر انتهاك القانون الدولي، وأي ضغط على أوكرانيا للتنازل عن أراضيها قسرًا سيعتبر انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة ومبدأ سيادة الدول؛ مما يمنح روسيا انتصارًا جيوسياسيًا هائلاً.
ترامب والاستقرار مقابل السيادة
وترى المصادر، أن خطة ترامب، التي ترتكز على مبدأ صفقة رجل الأعمال، ستستبدل هدف الانتصار الأوكراني بهدف الاستقرار الفوري وتجنب التورط الأمريكي المباشر، سواء كان السيناريو هو تثبيت الحدود الحالية أو الدفع نحو حياد مسلح، فإن المحصلة هي تهميش لموقف كييف وتصعيد للتوترات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين.
واختتمت المصادر، أن مستقبل أوكرانيا، ومستقبل النظام الأمني الأوروبي بأكمله، سيعتمد بشكل كبير على مدى استعداد ترامب لتحمل التكاليف السياسية الهائلة لفرض هذا التحول الجذري.

