ذات صلة

جمع

عملية على الطاولة.. إسرائيل تبحث عن مسار مستقل لنزع سلاح حماس

تزداد المؤشرات على خلاف داخل الدوائر الأمنية الإسرائيلية بشأن...

كيف تلوّح إيران بورقة “الوحدات السرية” للرد على الاغتيالات؟

في ضوء تصاعد وتيرة الاغتيالات التي استهدفت شخصيات عسكرية...

آخر أمل للسلام.. ما هي تفاصيل الاتصالات المكثفة لإنقاذ لبنان من سيناريو غزة المخيف؟

تتكثف الاتصالات والتحركات الدبلوماسية الدولية والإقليمية بهدف احتواء التصعيد...

انزلاق نحو المجهول.. هل نشهد جولة جديدة من القتال على محاور سرت–الجفرة؟

تشهد الساحة الليبية تصاعدًا حادًا في التوترات العسكرية والسياسية،...

عملية على الطاولة.. إسرائيل تبحث عن مسار مستقل لنزع سلاح حماس

تزداد المؤشرات على خلاف داخل الدوائر الأمنية الإسرائيلية بشأن مستقبل قطاع غزة، في ظل تصاعد دعوات من قادة عسكريين لإعداد خطة عملياتية منفصلة تهدف إلى نزع سلاح حركة حماس.

الدعوات تأتي بينما تُشير تقارير إسرائيلية إلى أن الحركة تمضي في توسيع نفوذها داخل القطاع، وتستعيد المؤسسات التي فقدتها خلال الحرب.

تحذيرات داخل المؤسسة الأمنية

وتكشف النقاشات الأخيرة داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي عن قلق متزايد من عودة حماس إلى ما تصفه تل أبيب بـ”التموضع الكامل”، فالمعلومات الأمنية التي عرضت خلال اجتماعات مغلقة تُشير إلى إعادة بناء تدريجي لقدرات الحركة، بما يشمل شبكاتها الإدارية، وانتشار عناصرها في مناطق واسعة من غزة.

وتُقدر المصادر العسكرية أن البنية القيادية للحركة تمكنت من استعادة جزء كبير من قدرتها التنظيمية، رغم الضربات التي تلقتها في مراحل الحرب الأولى.

عودة مؤسسات القطاع إلى العمل

وترافق الحديث عن تعاظم قوة الحركة مع ما يوصف بإحياء المؤسسات المدنية داخل القطاع، فقد عادت بلديات عدة إلى أداء دورها الخدمي، كما شوهدت عناصر شرطية تعيد انتشارها وتدير نقاط تفتيش في مناطق متعددة.
في الوقت ذاته، تتحدث تقارير إسرائيلية عن جهود متواصلة لإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية، بما يجعل الحركة قادرة على ترسيخ حضورها الاجتماعي والإداري مجددًا.

المؤشرات، في نظر بعض القيادات الأمنية، تمثل تحديًا استراتيجيًا لإسرائيل، لأنها تعني أن الحركة تستعيد قدرتها على إدارة القطاع، حتى في ظل الضغوط العسكرية والسياسية.

خلاف حول المقاربة الأمريكية

داخل الأوساط العسكرية، يبرز نقاش بشأن جدوى الخطة الأمريكية التي يفترض أن تُشكل الأساس للمرحلة التالية في غزة.

ويرى مسؤولون عسكريون أن المقاربة الأمريكية تركز على ترتيبات سياسية وأمنية طويلة المدى لكنها لا تقدم تصورًا واضحًا لنزع سلاح الحركة، وهو ما تعتبره إسرائيل شرطًا جوهريًا لضمان عدم تجدد المواجهة.

وتدفع بعض القيادات نحو إعداد خطة إسرائيلية خالصة، تتيح للأجهزة الأمنية التحرك على الأرض وفق رؤية مستقلة، تراعي المخاطر المباشرة التي ترى تل أبيب أنها تتشكل الآن داخل غزة.

تكتيكات ميدانية وتزايد الهجمات

التطورات الميدانية في جنوب القطاع تعكس أيضًا استمرار التحديات الأمنية، ففي رفح، أعلن الجيش الإسرائيلي قتل خمسة مسلحين خرجوا من نفق يعتقد أنه جزء من شبكة واسعة لا تزال تستخدم في عمليات الحركة.

رغم مرور أشهر على العمليات العسكرية، لا تزال الأنفاق تعتبر أحد أبرز التحديات التي تواجه إسرائيل في القطاع، سواء على الصعيد التكتيكي أو الاستراتيجي.

دبلوماسية معقدة ومساعٍ مستمرة

على الجانب السياسي، تتواصل جهود الوسطاء في محاولة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والدخول في مرحلة ثانية من التفاهمات.

واجتمعت وفود من مصر وقطر وتركيا، إلى جانب الولايات المتحدة، لمناقشة الملفات المتعلقة بإعادة الإعمار والترتيبات الأمنية والإنسانية، لكن هذه المساعي لا تزال تصطدم بحقيقة أن سلاح حماس يمثل العقدة الأساسية في أي اتفاق طويل الأمد.
ومع تصاعد التحذيرات العسكرية وتعدد مسارات التفاوض، تبدو إسرائيل أمام مرحلة جديدة تحتاج فيها إلى موازنة دقيقة بين تعقيدات الواقع الميداني والضغوط الدولية.

spot_img