ذات صلة

جمع

اصطفافات متحركة في اليمن.. محاولات إخوانية لفتح خطوط مع الحوثيين

تشهد الساحة اليمنية واحدة من أكثر مراحلها حساسية منذ...

مأزق تاريخي بسبب المياه.. كيف سيؤثر نقل العاصمة على الاقتصاد الإيراني؟

أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن نقل العاصمة أصبح...

شتاء بلا مأوى.. كارثة إنسانية تتفاقم في مخيمات النازحين بغزة

يتعرض النازحون في قطاع غزة لمشهد إنساني بالغ القسوة...

التدريب البطيء.. كيف غيّرت هجمات المسيرات الأوكرانية موازين القوى في البحر الأسود؟

رغم تواضع الموارد الأوكرانية، إلا أنها اعتمدت على سياسة...

أوكرانيا بين الضغوط الأمريكية وحماية السيادة: مقترحات مثيرة للجدل تبحث عن نهاية للحرب

تبحث أوكرانيا حالياً عن سبل لإنهاء الحرب مع روسيا في ظل مقترحات أمريكية أثارت جدلاً واسعاً حول تأثيرها المحتمل على سيادتها الوطنية. وتأتي هذه التطورات بعد تسريب بنود الخطة الأمريكية، التي أثارت مخاوف من تنازلات كبيرة قد تُفرض على كييف، في الوقت الذي تؤكد فيه الأطراف الغربية استمرار دعمها لأوكرانيا وموقفها التفاوضي.

المقترح الأمريكي: نقاط أساسية وليست خطة نهائية

أكد وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، أن المبادرة الأمريكية ليست خطة نهائية، بل مجموعة مقترحات ينبغي على أوكرانيا وروسيا مناقشتها سريعاً. وأوضح أن ألمانيا، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، تؤكد دعمها لكييف وتمكينها من التفاوض من موقع قوة.
ووصف البيت الأبيض المقترح بأنه “مقبول للطرفين”، لكنه أثار قلق المراقبين الأوكرانيين الذين يرون أنه قد يفرض على بلادهم تنازلات مؤلمة تشمل التخلي عن القرم ودونباس، فضلاً عن مناطق أخرى في شرق البلاد مثل ماريوبول ودونيتسك ولوهانسك.

محتوى المقترح وتأثيراته

تشمل المقترحات الأمريكية تجميد خطوط المواجهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا، وخفض حجم الجيش الأوكراني إلى 600 ألف فرد، بالإضافة إلى منع كييف من الانضمام إلى حلف الناتو بصورة نهائية. كما يتضمن المقترح نشر مقاتلات أوروبية في بولندا لحماية أوكرانيا دون وجود قوات تابعة للناتو على أراضيها، وإجراء انتخابات خلال 100 يوم.

الضمانات والدعم الدولي

تتضمن المقترحات تقديم ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، إلى جانب تخصيص أصول روسية مجمّدة بقيمة 100 مليار دولار لإعادة إعمار أوكرانيا، مع فتح المجال لإعادة دمج روسيا في الاقتصاد العالمي مستقبلاً.

ردود الفعل الأوكرانية

أكدت كييف أن خطوطها الحمراء ثابتة، وأنه لا يمكن التنازل عن الأراضي المحتلة بصورة دائمة. وأوضحت نائبة المندوب الدائم لأوكرانيا لدى الأمم المتحدة، كريستينا هايوفيشين، أن بلادها مستعدة لمفاوضات جادة، لكنها شددت على أن “أرضنا ليست للبيع”.
كما أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مباحثات مع مسؤولين أمريكيين كبار، ويواصل مشاوراته مع واشنطن وحلفائها لتقييم المقترحات، وسط توقعات بوصول المباحثات إلى موسكو قريباً.

التحديات والانتقادات

يرى محللون أن تنفيذ المقترح الأمريكي قد يضع أوكرانيا في موقف ضعيف، ويجعلها ضمن إطار “الحياد الدائم”، مع تقليص سيادتها على أراضيها. كما قد يؤدي إلى تعزيز المكانة الدولية لروسيا وإعادة دمجها في النظام العالمي بعد رفع العقوبات عنها.

وبينما تسعى أوكرانيا لتأمين موقف تفاوضي قوي، يظل مستقبل البلاد معلّقاً بنتائج هذه المباحثات الحساسة، وسط تحديات داخلية وخارجية قد تؤثر في مصيرها الإقليمي والدولي.