ذات صلة

جمع

مخطط دموي في عدن.. الأمن يجهض خلية اغتيالات حوثية

في تطور أمني يعكس تعقيد المشهد في جنوب اليمن،...

تمزق داخلي.. كيف حوّل نقص التمويل صراع النفوذ داخل حزب الله؟

مع تدهور الاقتصاد اللبناني بشكل كارثي، ظهرت علامات واضحة...

الخيار الأصعب.. هل يؤدي الخلاف الأميركي– الإسرائيلي إلى جمود سياسي في غزة؟

في ظل تصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول...

خلاف علني.. كيف تسعى حماس لتوحيد قنوات جمع التبرعات تحت إشرافها المباشر؟

منذ اندلاع الحرب في غزة، ازداد الاهتمام الدولي والعربي...

الخيار الأصعب.. هل يؤدي الخلاف الأميركي– الإسرائيلي إلى جمود سياسي في غزة؟

في ظل تصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول مسار الحرب في غزة، وإدارة المرحلة اللاحقة، ورغم أن التباينات بين الحليفين ليست جديدة، فإن حدّتها المتزايدة منذ نهاية 2024 وبداية 2025 تطرح سؤالاً، هل يمكن أن يؤدي هذا الخلاف إلى جمود سياسي يعيق أي تسوية في غزة؟

وقالت مصادر: إن المشهد لا تحكمه العلاقة الأميركية–الإسرائيلية فقط، بل شبكة واسعة من اللاعبين، ومع ذلك يبقى للخلاف بين واشنطن وتل أبيب التأثير الأكبر على مسار الأحداث، باعتبارهما الطرفين الأكثر قدرة على فرض المعادلة على الأرض.

جذور الخلاف الأميركي– الإسرائيلي

وأوضحت المصادر، أن واشنطن ترى أن استمرار الوضع الراهن في غزة يُضعف مكانتها الإقليمية ويُعقّد علاقاتها مع الحلفاء العرب، كما يهدد مشاريع التطبيع التي وضعتها الإدارة الأميركية على رأس أولوياتها، لذلك تدفع الولايات المتحدة باتجاه صيغة سياسية تُنهي الحرب وتعيد تشكيل إدارة القطاع عبر سلطة فلسطينية معزّزة أو صيغة مدعومة عربيًا.

موقف الحكومة الإسرائيلية من الحكم الذاتي

وأكدت المصادر، أن الحكومة الإسرائيلية، التي تعتمد على توازنات داخلية حساسة، ما تزال ترفض أي ترتيبات تمنح الفلسطينيين شكلاً من أشكال الحكم الذاتي القوي في غزة، كما ترفض عودة السلطة الفلسطينية بالشكل الذي تريده واشنطن، وتصرّ على منطقة أمنية طويلة الأجل، وتنسيق أمني مكثف، مع استمرار السيطرة على المعابر والمجال الجوي.

ما هي سيناريوهات الجمود السياسي المحتملة بغزة؟

وكشفت المصادر، أنه يمكن تقسيم التعامل مع الخلاف الأميركي–الإسرائيلي إلى عدة سيناريوهات رئيسية منها الجمود الكامل وهو الأكثر ترجيحًا إذا استمرت التباينات دون حلول أو تسوية قسرية بضغط دولي، لكن هذا السيناريو يفترض وجود إرادة أميركية قوية، وهو أمر غير محسوم في ظل الحسابات الانتخابية الأميركية.

وفق ما طرحته المصادر، قالت: إن إسرائيل قدد تتخذ خطوات أحادية، مثل فرض إدارة محلية بديلة من شخصيات أو مجموعات محددة و استمرار السيطرة الأمنية المباشرة لفترة طويلة وتقسيم القطاع إلى مناطق نفوذ أمنية لكنّ هذا السيناريو محفوف بالمخاطر، لأنه سيصطدم برفض دولي وعربي، وقد يفتح الباب أمام تصعيد جديد.

هل يؤدي الخلاف الأميركي– الإسرائيلي إلى جمود سياسي بغزة؟

واختتمت المصادر، أن التباين بين واشنطن وتل أبيب ليس مجرد خلاف تكتيكي، بل يعكس رؤيتين متناقضتين لمستقبل غزة والمنطقة، وفي ظل غياب قوة قادرة على فرض حل سياسي، يبقى الجمود هو النتيجة الأكثر واقعية في المدى القريب، لكن هذا الجمود ليس قدرًا محتومًا، فالتغيرات الإقليمية، وضغوط المجتمع الدولي، وتبدل الظروف الداخلية للطرفين، قد تفتح الباب لتحول مفاجئ في المشهد السياسي، وحتى ذلك الحين، ستظل غزة عالقة بين خيارين أحلاهما مُرّ منها استمرار المعاناة الإنسانية، أو انتظار تفاهمات لم تنضج بعد على المستوى الدولي.