مع تزايد التدقيق الدولي على مصادر التمويل ومعايير الشفافية، برز مفهوم “اعرف عميلك” في القطاع الإنساني كأداة مركزية لضمان عدم اختراق الأنشطة الإغاثية بأي شكل من أشكال التسييس أو التوظيف الحزبي.
كيف تستغل جماعات الإخوان العمل الإغاثي؟
وقالت مصادر إن جماعة الإخوان تستغل العمل الإنساني كمدخل لتعزيز حضورها في المجتمعات الفقيرة أو المضطربة، من خلال توزيع المساعدات أو إدارة المخيمات أو تشغيل شبكات تطوعية مرتبطة بها.
وأوضحت المصادر أن الإخوان تقوم بإنشاء جمعيات أهلية أو منظمات مجتمع مدني تعمل كغطاء، في حين تُستخدم إداريًا أو ماليًا لخدمة الأجندة الحزبية، وتُعدّ قاعدة بيانات المحتاجين والمستفيدين موردًا حساسًا يمكن استخدامه في الاستقطاب السياسي أو بناء شبكات النفوذ.
لماذا أصبح فصل العمل الإغاثي ضرورة أمنية وسياسية؟
وأكدت المصادر أنه يجب حماية المستفيدين من الابتزاز أو الاستغلال، وعندما يرتبط الغذاء أو العلاج أو الإيواء بميول سياسية، يفقد العمل الإنساني جوهره ويصبح أداة ضغط على الفئات الضعيفة.
وأوضحت أن فقدان الحياد يؤدي إلى طرد المنظمات من مناطق العمليات أو حرمانها من التمويل الدولي، مؤكدة أن البنوك والجهات الرقابية ترى في القطاع الإغاثي أحد أكثر المجالات عرضة للانتهاكات المالية.
كيف يساهم مبدأ “اعرف عميلك” في ضبط العمل الإغاثي؟
وترى المصادر أن مبدأ “اعرف عميلك” يعمل على ضبط العمل الإغاثي والتحقق من هوية الشركاء المحليين، والتي تشمل الهيكل الإداري ومصادر التمويل ومعرفة الخلفيات السياسية للأعضاء المؤسسين وأي ارتباطات تنظيمية مشبوهة. ويتم التحقق من الشركات التي تقدم خدمات النقل أو التخزين أو التوزيع لمنع استخدام الوسطاء المنتمين لجماعات سياسية.
ما الذي يدفع جماعة الإخوان إلى التركيز على العمل الإغاثي؟
وكشفت المصادر أن الإخوان تستغل الفراغ الخدمي في مناطق الأزمات وضعف الدولة في لحظات الكوارث لملء الفراغ الإغاثي وبناء شبكات الولاء الاجتماعي، والذي يوفر العمل الإغاثي بيئة مثالية لتكوين علاقات عمودية مع الجمهور تُستخدم لاحقًا سياسيًا.
وترى المصادر أن صعوبة الرقابة في مراحل الطوارئ وانتشار الاستجابة السريعة يجعل البيئة مناسبة لخلق شبكات تمويل خفية، حيث تسعى الجماعة لتقديم نفسها كفاعل خيري وإنساني يعزز سردياتها الدعائية.
واختتمت المصادر بأن تطبيق سياسة “اعرف عميلك” في القطاع الإغاثي لم يعد خيارًا إداريًا فحسب، بل أصبح ضرورة لحماية العمل الإنساني من التسييس والاستغلال. وتُعتبر جماعة الإخوان واحدة من أبرز الجهات التي سعت عبر التاريخ لاستغلال مساحات العمل الأهلي والإغاثي لأغراض سياسية، مما يجعل وجود أنظمة رقابة وتدقيق صارمة أمرًا حيويًا لضمان الحياد والشفافية.

