بعد عامين من حادث صدم المجتمع الأمريكي وأثار الجدل حول أمن المدارس وسهولة الوصول إلى السلاح، حكمت محكمة في ولاية فيرجينيا لصالح معلمة تعرضت لإطلاق نار داخل صفها على يد طفل لم يتجاوز السادسة من العمر، مانحةً إياها تعويضًا قدره 10 ملايين دولار.
تفاصيل الحادث الذي هز فيرجينيا
في يناير من عام 2023، أقدم طفل يبلغ من العمر ست سنوات على إطلاق النار على معلمته “آبي زويرنر” داخل مدرسة ابتدائية بمدينة نيوبورت نيوز.
الرصاصة أصابت يدها وصدرها، لتُنقل إلى المستشفى في حالة حرجة وتبقى فيه أسبوعين كاملين قبل أن تتعافى جزئيًا من إصاباتها.
قضية الإهمال والمسؤولية المدرسية
المعلمة، البالغة من العمر 28 عامًا، رفعت دعوى قضائية ضد مساعدة مدير المدرسة إيبوني باركر، متهمةً إياها بتجاهل تحذيرات مسبقة حول احتمال حمل الطفل لسلاح داخل الحقيبة.
كانت زويرنر تطالب بتعويض قيمته 40 مليون دولار على خلفية ما وصفته بـ”الإهمال الجسيم”، مشيرةً في شهادتها أمام المحكمة إلى أنها “ظنت للحظة أنها ستفارق الحياة”.
عقوبة الأم.. والطفل بلا تهم
وفي سياق موازٍ، قضت المحكمة بسجن والدة الطفل قرابة أربع سنوات بعد إدانتها بالإهمال وعدم تأمين السلاح الناري داخل المنزل.
أما الطفل نفسه، فلم تُوجه إليه أي تهم قضائية نظرًا لحداثة سنه وعدم أهليته القانونية للمساءلة.
إطلاق النار من أطفال المدارس.. ظاهرة نادرة
رغم شيوع حوادث الأسلحة النارية في المنازل الأمريكية، فإن إطلاق النار من أطفال دون العاشرة داخل المدارس يبقى حدثًا نادرًا للغاية.
ووفقًا لقاعدة بيانات جمعها الباحث الأميركي ديفيد ريدمان، فقد تم تسجيل نحو 15 حادثة فقط من هذا النوع منذ سبعينيات القرن الماضي.
القضية تفتح جراح السلاح في أميركا
أعادت هذه القضية إلى الواجهة النقاشات القديمة حول سلامة المدارس الأمريكية، وضرورة تشديد قوانين حيازة السلاح، خاصة في ظل تكرار حوادث إطلاق النار التي تطال حتى أصغر الفئات العمرية.
قضية آبي زويرنر لا تمثل مجرد حكم قضائي بتعويض مالي، بل تذكير مؤلم بواقعٍ لا يزال يؤرق المجتمع الأمريكي، حيث يمكن لطلقة واحدة من يد طفل أن تفتح جرحًا لا يندمل في نظام التعليم والسلامة العامة.

