رغم مرور أسابيع على إعلان الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، إلا أن المشهد في قطاع غزة لا يزال متوترًا. فبين أنفاق رفح وخطوط الانسحاب الجديدة، يلوح في الأفق خطر انفجار جديد قد يبدد آمال التهدئة ويعيد الصراع إلى نقطة الصفر.
فصل أول: مقاتلو حماس العالقون خلف “الخط الأصفر”
كشفت تقارير صحفية عن وجود المئات من مقاتلي حركة حماس داخل ما يُعرف بـ”منطقة الخط الأصفر”، وهي المنطقة التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية وفق اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
وتشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن هؤلاء المقاتلين ما زالوا محاصرين في أنفاق رفح أو داخل مناطق تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، التي ترفض السماح لهم بالمغادرة خشية اندلاع مواجهات جديدة.
فصل ثانٍ: تهديد مباشر للهدنة
تعتبر تل أبيب وجود هؤلاء المسلحين خلف خطوطها تهديدًا مباشرًا لاستقرار الهدنة. وقال مسؤولون إسرائيليون إن استمرار بقائهم يشكل خطرًا أمنيًا، بينما أكدت مصادر من حماس صحة التقارير، مشيرة إلى مفاوضات غير معلنة تهدف إلى تأمين ممر آمن لهم بمساعدة وسطاء إقليميين.
وخلال الأسابيع الماضية، شهدت المنطقة عدة اشتباكات خلف “الخط الأصفر”، أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، ورد الجيش بسلسلة غارات جوية أوقعت أكثر من 150 قتيلًا فلسطينيًا، وفق وزارة الصحة في غزة.
فصل ثالث: تبادل الاتهامات وتدخل الوسطاء
نفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، مسؤوليتها عن تلك الهجمات، مؤكدة فقدان الاتصال بعدد من مقاتليها في رفح بسبب انهيار الاتصالات داخل الأنفاق.
في المقابل، تحاول الولايات المتحدة وعدة دول عربية تحويل الهدنة الحالية إلى اتفاق دائم من خلال مقترح لنشر قوة دولية تشرف على تنفيذ ترتيبات أمنية ونزع سلاح الفصائل، إلا أن حماس ترفض أي اتفاق يتضمن التخلي عن جناحها العسكري أو سلاح المقاومة.
فصل رابع: بين السلام الهشّ وشبح الحرب
مع تصاعد التوترات في “الخط الأصفر”، تبدو غزة وكأنها تقف على خيط رفيع بين السلام المؤقت والانفجار الكامل. فكل حادث فردي أو اشتباك محدود قد يشعل فتيل مواجهة جديدة. وبينما تتحدث الأطراف عن فرص تسوية، تبقى المخاوف من انهيار الهدنة حاضرة بقوة في الشارع الغزّي والإسرائيلي على حد سواء.
الهدنة في غزة تبدو اليوم كمنزل من زجاج، قابل للانهيار عند أول حجر. وبين الحسابات السياسية والحقائق الميدانية، تظل المنطقة أسيرة “الخط الأصفر” الذي لم يعد مجرد خط انسحاب، بل رمزًا لتوازن هشّ بين الحرب والسلام، بانتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.

