ذات صلة

جمع

كارثة بسبب الماء.. مقتل 33 شخصًا في اشتباكات دموية بتشاد

تحولت بئر مياه في إحدى قرى تشاد إلى ساحة...

حصار الزيتون.. موسم فلسطيني تحت رصاص الاحتلال

في الوقت الذي ينتظر فيه المزارعون الفلسطينيون موسم الزيتون...

تصعيد جديد بين إسرائيل وحزب الله.. غارة جنوب لبنان تُشعل التوتر من جديد

يشهد الجنوب اللبناني موجة جديدة من التصعيد العسكري، بعد...

تصعيد إسرائيلي جديد.. مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى واعتقالات واعتداءات بالضفة الغربية

في تصعيد جديد للاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، شهدت الأراضي...

حرب التشويش.. هل تتجه روسيا وأوكرانيا نحو الاعتماد على تكنولوجيا الاستشعار الحراري والبصري؟

تدخل الحرب بين روسيا وأوكرانيا مرحلة جديدة تُوصف بأنها حرب التكنولوجيا الدقيقة، بعد أن أصبحت أنظمة التشويش الإلكتروني والاتصالات المشفرة عاملاً حاسمًا في ساحة القتال.

حيث بدأ الطرفان بالبحث عن حلول بديلة لضمان استمرار فعالية المراقبة والاستهداف، وعلى رأسها تكنولوجيا الاستشعار الحراري والبصري، التي باتت تمثل مستقبل العمليات الميدانية في ظل حرب التشويش المستمرة.

كيف تُشلّ أنظمة التشويش الروسية المسيرات الأوكرانية؟

وقالت مصادر: إن المعارك كانت تُحسم بالقوة النارية الكلاسيكية من صواريخ وطائرات ودبابات، لكن مع تطور أدوات الحرب الإلكترونية، تحولت المواجهة إلى حرب سيطرة على الطيف الكهرومغناطيسي، حيث باتت أنظمة التشويش الروسية تستهدف كل ما يعتمد على الإشارات، من الطائرات المسيّرة إلى أنظمة الاتصالات الميدانية.

تكتيك التعطيل

وأوضحت المصادر، أن موسكو تسعى من خلال ذلك إلى تعطيل قدرة كييف على الرصد والتوجيه، بينما تطوّر أوكرانيا منظومات مضادة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتشفير المتعدد الطبقات، وهذه البيئة الجديدة جعلت التكنولوجيا الحرارية والبصرية خيارًا حتميًا، كونها لا تعتمد على الإشارات اللاسلكية ويمكنها العمل في بيئات مشوشة.

لماذا تعتمد أوكرانيا على الرؤية الحاسوبية؟

ففي الوقت الذي تطور فيه روسيا مستشعرات مدمجة بالمدرعات والطائرات بدون طيار، تستثمر أوكرانيا في نظم رؤية حاسوبية قادرة على تحليل الصور الملتقطة حراريًا لتحديد مواقع العدو بدقة.

وقالت المصادر: إن كييف تستخدم  أيضًا برامج ذكاء اصطناعي لتحليل الفيديوهات الميدانية وتحديث الخرائط التكتيكية في الوقت الحقيقي، وهذه القدرات الجديدة تقلل من اعتمادها على الأقمار الصناعية التي يمكن تعطيلها بسهولة عبر التشويش أو الهجمات السيبرانية.

ووفقًا لتقارير استخباراتية غربية، فإن الدعم التقني الأمريكي والأوروبي لأوكرانيا بات يركز على نظم الرؤية الحرارية المحمولة والطائرات بدون إشارات اتصال، كوسيلة لتجاوز السيطرة الروسية على الترددات.

ما هي التحديات التقنية والاقتصادية؟

وترى المصادر، أن أوكرانيا تواجه مشكلة نقص الموارد الصناعية لإنتاج هذه الأجهزة محليًا، ما يجعلها تعتمد على الدعم الغربي، أما روسيا، فتعاني من القيود المفروضة على وارداتها من المكونات الدقيقة، بعد العقوبات الأوروبية والأمريكية، وهو ما يبطئ من تطويرها التكنولوجي رغم تقدمها في مجال الأنظمة العسكرية الثقيلة.

من التشويش إلى الذكاء البصري.. ما هو مستقبل الحروب الحديثة؟

وأشارت المصادر، أن تجربة الحرب في أوكرانيا أثبتت أن الصراع العسكري لم يعد يعتمد على المدافع والصواريخ فقط، بل على إدارة المعلومات والقدرة على الرؤية وسط الفوضى الإلكترونية، ومن هنا، تمثل تقنيات الاستشعار الحراري والبصري المرحلة القادمة من التطور العسكري، حيث يمكنها مقاومة التشويش ورفع دقة الاستهداف وتقليل الخسائر الجانبية.

من يمتلك القدرة على الرؤية وسط الفوضى الإلكترونية؟

وبينما تواصل روسيا وأوكرانيا تبادل الضربات في حرب التشويش، تتسارع وتيرة التطوير في مجال الاستشعار الحراري والبصري باعتباره السلاح المضاد للتشويش، هذه التكنولوجيا لا تمثل مجرد أداة استطلاع، بل عنصرًا استراتيجيًا يعيد تشكيل مفهوم التفوق العسكري في القرن الحادي والعشرين.

ومع استمرار الحرب، يبدو أن مَن يمتلك العين الذكية القادرة على الرؤية وسط الفوضى الإلكترونية، سيكون صاحب الكلمة العليا في ساحات المعارك المقبلة.