ذات صلة

جمع

غارة إسرائيلية على جنوب لبنان تقتل مدنيًا وتثير ذعر الطلاب: تصعيد جديد على الحدود المشتعلة

في تصعيد جديد للتوتر على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية،...

غزة بعد الحرب.. دمار هائل وواقع إنساني يزداد قسوة

رغم مرور أسابيع على وقف إطلاق النار في قطاع...

مأساة غزة: ارتفاع حالات بتر الأطراف بنسبة 225% في ظل العدوان الإسرائيلي

لم تعد الحرب على غزة مجرد أرقام في نشرات الأخبار، بل تحوّلت إلى فصولٍ من الألم الإنساني تُكتب كل يوم على أجساد الأبرياء. فمع استمرار العدوان الإسرائيلي، تتضاعف أعداد المصابين والمبتورين في القطاع لتصل إلى مستويات غير مسبوقة، تعكس حجم الكارثة الإنسانية والصحية التي يعيشها الفلسطينيون تحت الحصار والنار.

أجساد أنهكها القصف وقلوب لا تزال تنبض بالأمل

في شوارع غزة المحطَّمة، تسير أجساد مبتورة تحمل قصصًا تفوق الخيال. هناك، لا تقتصر الخسائر على الأرواح فقط، بل تمتد لتشمل الأطراف والأحلام.

الطفلة شام رمان، البالغة من العمر 11 عامًا، تُجسّد هذه المأساة. أصيبت في قصف استهدف منزلها، ففقدت قدمها اليسرى وتضررت الأخرى بشدة، وأصيبت بكسور في ذراعها وحروق متفرقة في جسدها، إلى جانب أضرار خطيرة في جهازها الهضمي والحجاب الحاجز.

تقول والدتها بصوتٍ يملؤه الألم: “لم تنم شام منذ عشرين يومًا، تعاني من آلام لا تُحتمل، وحرارتها لا تنخفض. وضعها النفسي يزداد سوءًا مع غياب العلاج والغذاء.”

تتمنى شام فقط أن تمشي من جديد، وتعود إلى مدرستها لتعيش مثل باقي الأطفال في العالم.

قصص أخرى في طابور الألم

وليس حال أحمد حمدان (23 عامًا) بأفضل، إذ فقد ساقه نتيجة قصف استهدف منطقته قبل عام.

يقول أحمد: “بُترت ساقي من فوق الركبة، ومنذ أشهر أنتظر السماح لي بالسفر للعلاج دون جدوى. لا أستطيع العمل أو حتى القيام بأبسط أمور حياتي اليومية.”

يضيف بأسى: “الألم لا يفارقني، والرعاية الصحية شبه معدومة. غزة تفتقر لكل مقومات العلاج.”

نظام صحي منهار أمام أعداد هائلة من المصابين

مدير مستشفى الشيخ حمد للأطراف الصناعية، الدكتور أحمد نعيم، يؤكد أن المستشفى يستقبل يوميًا ما يزيد على 200 حالة جديدة، موضحًا أن عدد حالات بتر الأطراف ارتفع بنسبة 225% منذ بدء الحرب.

ويشير إلى أن القطاع سجّل أكثر من 6500 حالة بتر جديدة منذ أكتوبر 2023، بعدما كان العدد الإجمالي لا يتجاوز 2000 حالة قبل العدوان.

وأضاف أن القدرة الإنتاجية للمستشفى لا تتجاوز تصنيع 150 طرفًا صناعيًا سنويًا، وهو ما يعني أن علاج جميع الحالات سيستغرق أكثر من 20 عامًا، ما لم يتم دعم القطاع الصحي بشكل عاجل.

كما أوضح نعيم أن الحصار الإسرائيلي يعيق إدخال المواد والمعدات اللازمة لصناعة الأطراف، ما فاقم من عجز المؤسسات الطبية، في وقتٍ يعمل فيه عدد محدود من الأخصائيين بطاقة مضاعفة لتلبية الاحتياجات المتزايدة.

غزة بين الموت والمجاعة

الحرب المستمرة خلّفت وراءها دمارًا شاملًا وجرائم مروعة، إذ تشير الإحصاءات إلى استشهاد أكثر من 62 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 157 ألفًا آخرين، إلى جانب أكثر من 10 آلاف مفقود.

كما يعيش أكثر من مليوني شخص في ظروف نزوح قاسية، وسط مجاعة أودت بحياة العشرات وانهيار كامل في الخدمات الصحية والإنسانية.

في غزة، لا تنتهي الحرب بانتهاء القصف، بل تستمر في أجساد من بقوا أحياءً نصفهم جسد ونصفهم وجع.

هؤلاء المبتورون ليسوا أرقامًا، بل وجوهٌ لألمٍ يتجدّد كل يوم في ظل صمت العالم.

ويبقى الأمل معلّقًا على أن تمتد يد الإنسانية لتعيد لهؤلاء الأطفال والمصابين حقهم في الحياة، والعلاج، والكرامة.