ذات صلة

جمع

الأبواب المغلقة.. تداعيات انقطاع الإنترنت والاتصالات على عمل الصحفيين في غزة

بين الخطر الميداني والعزلة الرقمية، يواصل الصحفيون في قطاع...

الأكاذيب الممنهجة.. كيف تستغل جماعة الإخوان الأزمات في السودان؟

مع تصاعد الأحداث في مدينة الفاشر بالسودان، برزت جماعة...

ما وراء الكواليس.. دلالات زيارة “الشرع” المفاجئة إلى واشنطن

أثارت الأنباء عن الزيارة المرتقبة للرئيس السوري أحمد الشرع...

ثغرة الهاتف.. الخيط الخفي في لغز اغتيال إسماعيل هنية

كشفت التحقيقات الإيرانية المستمرة في واقعة اغتيال رئيس المكتب...

الأبواب المغلقة.. تداعيات انقطاع الإنترنت والاتصالات على عمل الصحفيين في غزة

بين الخطر الميداني والعزلة الرقمية، يواصل الصحفيون في قطاع غزة أداء مهمتهم في نقل صوت المعاناة والمقاومة، متحدّين الصمت المفروض بالقوة.

معاناة الصحفيين بين القصف والانقطاع

في الوقت الذي يحاول فيه العالم متابعة ما يجري داخل غزة، يجد الصحفيون أنفسهم أمام تحدٍّ غير مسبوق يتمثل في الانقطاع المتكرر للإنترنت والاتصالات، ما يجعل تغطية الأحداث الميدانية شبه مستحيلة في بعض الأحيان.

ومع استمرار الحصار وتقييد الوصول الإعلامي، تتفاقم معاناة الصحفيين المحليين والدوليين على حد سواء، فيما تتزايد المطالب الدولية بضرورة ضمان حرية العمل الإعلامي والحق في الوصول إلى المعلومات.

كيف أثّرت أداة العزل المتعمّد على تغطية المؤسسات الإعلامية؟

تؤكد مصادر إعلامية أن هذا الانقطاع المتكرر أدى إلى شلل شبه كامل في نقل الأخبار والصور، وأجبر العديد من المؤسسات الإعلامية على الاعتماد على مصادر ثانوية أو أرشيفية، مما يؤثر سلبًا على دقة التقارير وموضوعيتها.

ما هي التداعيات المباشرة على الصحفيين الميدانيين؟

تشير المصادر إلى أنه عند انقطاع الاتصالات، يفقد الصحفيون القدرة على التواصل مع فرقهم أو مع ذويهم، كما يُحرمون من إرسال المواد الإعلامية في الوقت المناسب. ويتعرض الصحفيون لمخاطر جسيمة أثناء محاولاتهم إيجاد وسائل بديلة للاتصال، مثل استخدام الأقمار الصناعية أو أجهزة الاتصال الخاصة، وهي وسائل قد تُعتبر أهدافًا عسكرية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ما هو تأثير الانقطاع على السرد الإعلامي العالمي؟

وترى المصادر أن أي انقطاع في الاتصالات يؤدي إلى فراغ إعلامي تستغله الروايات الرسمية الإسرائيلية. فعندما يتوقف تدفق الصور والشهادات من الميدان، تتراجع تغطية الانتهاكات، وتتصدّر الأخبار العسكرية الرسمية العناوين العالمية، مما يؤثر مباشرة على سردية الحرب في وسائل الإعلام الدولية.

وتؤكد أن غياب التغطية الميدانية يفتح الباب أمام انتشار التضليل والمعلومات المضللة، إذ تملأ وسائل التواصل الاجتماعي هذا الفراغ بمحتوى غير موثوق، مما يزيد من صعوبة التحقق من الحقائق ويؤثر على مصداقية الإعلام المستقل.

ما هي المخاطر النفسية والمهنية؟

يواجه الصحفيون ضغوطًا نفسية هائلة نتيجة العمل في بيئة معزولة وخطرة، فالشعور بالعجز عن إيصال صوت الضحايا أو توثيق المآسي اليومية يولّد لديهم إحباطًا عميقًا.

وقد كشفت دراسات نفسية أن انقطاع التواصل في مناطق النزاع يزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات ما بعد الصدمة لدى الصحفيين، خصوصًا أولئك الذين يعملون دون دعم مؤسسي أو حماية ميدانية.

دعوات للحماية الدولية

وفي ظل هذه الظروف، تتصاعد الدعوات لتفعيل آليات دولية أكثر فاعلية لحماية الصحفيين في مناطق النزاع، خصوصًا في غزة، حيث تجاوز عدد الضحايا في صفوف الإعلاميين خلال العام الأخير كل الأرقام السابقة. كما تطالب مؤسسات إعلامية فلسطينية بإنشاء نظام إنذار مبكر لتوثيق حالات الانقطاع والانتهاكات ضد الصحافة، وإدراجها في تقارير مجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة.