ذات صلة

جمع

ثغرة الهاتف.. الخيط الخفي في لغز اغتيال إسماعيل هنية

كشفت التحقيقات الإيرانية المستمرة في واقعة اغتيال رئيس المكتب...

غزة بين وقف النار وخرق الهدوء.. 194 انتهاكًا إسرائيليًا في أقل من شهر

رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل...

ما هو مستقبل الملف النووي الإيراني في ظل غياب المفاوضات الرسمية؟

يطفو الملف النووي الإيراني مجددًا على سطح الأحداث كإحدى...

الصراع المسلح.. لماذا تخشى الأمم المتحدة من سيناريو الانقسام الجديد في ليبيا؟

قالت الأمم المتحدة: إن استمرار التوترات المسلحة وتراجع جهود...

مفترق الطرق.. كيف يتم اتخاذ القرارات المصيرية في المشهد العراقي المعقد؟

يشهد المشهد السياسي في العراق مرحلة حاسمة، حيث تتشابك...

ثغرة الهاتف.. الخيط الخفي في لغز اغتيال إسماعيل هنية

كشفت التحقيقات الإيرانية المستمرة في واقعة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية عن خيوط جديدة تشير إلى أن هاتفه المحمول كان مفتاح العملية.

بينما كان “هنية” يجري مكالمة قصيرة داخل مقر إقامته بطهران، التقطت أجهزة تعقب إسرائيلية الإشارة، ليوجه بعدها صاروخ دقيق نحو موقعه، في عملية وصفت بأنها “الأكثر تطورًا تكنولوجيًا” في سجل الاغتيالات الإسرائيلية.

تقرير داخلي نوقش في مجلس الأمن القومي الإيراني بعد الحادثة، رجح أن العملية لم تعتمد على عملاء ميدانيين أو طائرات استطلاع فقط، بل على ثغرة إلكترونية متقدمة استغلت إشارات الاتصال الآتية من هاتف هنية.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الاختراق تم عبر نظام تتبع رقمي يربط المكالمات بشبكة الأقمار الصناعية العسكرية، ما سمح بتحديد الإحداثيات خلال ثوانٍ معدودة.

عملية معقدة بغطاء إلكتروني

يصف مسؤولون أمنيون في طهران العملية بأنها مثال على الجيل الجديد من الاغتيالات الذكية، إذ لم يكن الصاروخ موجهاً تقليديًا، بل تمت برمجته للانطلاق فور التقاط الإشارة المحددة للهاتف المستهدف.

وتشير المعطيات إلى أن وحدة استخبارات إسرائيلية متخصصة، يعتقد أنها “8200”، كانت تتابع اتصالات هنية منذ وصوله إلى طهران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أواخر يوليو 2024، مستخدمة أدوات اختراق طورت بالتعاون مع شركات أمن سيبراني أجنبية.

ويرجح، أن العملية نُفذت عبر مزيج من الاستشعار الفضائي وتحديد الموقع الدقيق بالليزر، في وقت كانت فيه الحماية الأمنية حول هنية في أعلى مستوياتها، ومع ذلك، نجح الصاروخ في الوصول إلى نافذة غرفته، مخلفًا دمارًا واسعًا ومقتل هنية ومرافقه على الفور.

ردود إيرانية غاضبة وتوعد بالانتقام

وعقب الاغتيال، انعقد مجلس الأمن القومي الإيراني في جلسة طارئة، خلص فيها إلى تحميل إسرائيل المسؤولية المباشرة، مع ترك توقيت الرد بيد القوات المسلحة، وقال مسؤولون إيرانيون: إن ما حدث “لن يمر دون حساب”، مشيرين إلى أن وحدة “الشهيد حاجي زاده” في الحرس الثوري كلفت بإعداد الرد العسكري ضمن عملية أطلق عليها اسم “الوعد الصادق 2″، استمرارًا للعملية الأولى التي استهدفت مواقع إسرائيلية في العام نفسه.

وتؤكد مصادر قريبة من الحرس الثوري، أن إيران رأت في اغتيال هنية استهدافًا مزدوجًا لهيبتها الإقليمية ولمكانة حماس داخل محور المقاومة، معتبرة أن العملية تهدف إلى تقويض الثقة بين طهران وحلفائها في المنطقة.

ثغرة تكشف حدود الأمن السيبراني

وحادثة اغتيال هنية أعادت إلى الواجهة سؤال الأمن الرقمي في زمن الحروب السرية، فبينما تعتمد حركات المقاومة وإيران على منظومات اتصال مغلقة ومشفرة، أظهر هذا الاغتيال أن مجرد استخدام هاتف شخصي – حتى داخل العاصمة الإيرانية – يمكن أن يشكل ثغرة قاتلة.

ويرى محللون، أن العملية تمثل نقلة نوعية في استخدام التكنولوجيا كأداة اغتيال دقيقة، حيث لم يعد الوجود الميداني شرطًا للتنفيذ، بل يكفي استغلال ثوانٍ من النشاط الإلكتروني لتحديد الهدف وإبادته.