قالت الأمم المتحدة: إن استمرار التوترات المسلحة وتراجع جهود المصالحة في ليبيا، قد يؤدي إلى تجدد النزاع، ما يضع المشهد الليبي أمام خطر الانقسام من جديد.
حيث أكدت، أن أي تصعيد عسكري سيؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية، بما في ذلك أزمة النزوح الداخلي، ونقص الغذاء والدواء، وتفاقم التحديات الاقتصادية، خصوصًا مع ضعف الموارد الحكومية وصعوبة الوصول إلى المناطق المتأثرة بالحرب.
السلام الهش
وقالت مصادر: إنه على الرغم من إعلان اتفاقيات هدنة ووقف إطلاق النار في عدة مناسبات خلال السنوات الأخيرة، فإن الوضع على الأرض ما يزال هشًا، هذه الاشتباكات تعكس عدم قدرة الأطراف على الاتفاق على صياغة سياسية شاملة ومستقرة.
الانقسام السياسي
وكشفت مصادر، أن السلطات المحلية في الشرق والغرب ما تزال تختلف على ملف السلطة التنفيذية، وتقاسم الموارد، وإدارة المؤسسات الأمنية، ما يعقد جهود إعادة بناء الدولة الليبية الموحدة.
ووفق تقرير حديث صادر عن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، فإن الفشل في تحقيق توافق سياسي قد يؤدي إلى تكرار سيناريو العام 2014، عندما تشكلت حكومتان متنافستان واحدة في طرابلس وأخرى في بنغازي، مع جيشين متوازيين، ما أدى إلى أزمة طويلة دامية.
طبيعة الوضع الأمني
وأوضحت المصادر، أن الاشتباكات المسلحة المتكررة تؤثر بشكل مباشر على المدنيين، وتزيد من أزمة النزوح، وتعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
في الوقت نفسه، أكدت تقارير بعثة الأمم المتحدة، أن مناطق واسعة في ليبيا، خصوصًا في الجنوب والشرق، تعاني من غياب الأمن وانعدام الخدمات الأساسية، وأن استمرار الانقسامات سيزيد من معاناة السكان، ويحول البلاد إلى بيئة خصبة لانتشار الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية.
ما هي أبرز التحديات الاقتصادية؟
وترى المصادر، أنه لا يمكن فصل الأزمة السياسية عن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، حيث قالت إن ليبيا تعتمد بشكل كبير على صادرات النفط، التي تتأثر بشكل مباشر بالصراع المسلح، وأن أي تصعيد عسكري يؤدي إلى إغلاق الموانئ النفطية، وبالتالي فقدان إيرادات الدولة، ما يفاقم الأزمة المالية ويزيد من الاحتقان الشعبي ضد الحكومة.
وأشارت، أن البطالة المرتفعة، وضعف الخدمات العامة، ونقص الكهرباء والماء، كلها عوامل تزيد من حساسية المجتمع الليبي تجاه أي تحركات سياسية أو أمنية، وتجعل من أي صراع محتمل كارثة إنسانية جديدة.
ما هو السيناريو الأسوأ ؟
وكشفت المصادر، أن السيناريو الأسوأ يتمثل في عودة ليبيا إلى مرحلة الانقسام السياسي والعسكري، مع وجود حكومتين متنافستين وجيشين موازين، ما سيؤدي إلى تصعيد الصراع المسلح، وزيادة معاناة المدنيين، وتعطيل أي جهود لإعادة بناء الدولة، مؤكده أن هذا السيناريو قد يفتح الباب أيضًا لتدخلات إقليمية أكبر، ويزيد من مخاطر تصاعد العنف على حدود ليبيا مع دول الجوار، ما يهدد استقرار منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بأكملها.

