بدأ الاتحاد الأوروبي يتبنى موقفًا أكثر صرامة تجاه شبكات الإخوان المسلمين المنتشرة في أوروبا، بعد سنوات من الضبابية في التعامل مع هذه الجماعة الإرهابية.
وقالت مصادر: إن هذا التحول يأتي في ضوء تزايد الأدلة الأمنية والاستخباراتية التي تربط مؤسسات محسوبة على الإخوان بتمويل التطرف، ونشر الكراهية.
ما هي جذور الإخوان الإرهابية في أوروبا؟
تعود جذور وجود الإخوان بأوروبا إلى ستينيات القرن الماضي، ومع مرور الوقت، تمكنت الجماعة الإرهابية من بناء منظومة نفوذ واسعة من الجمعيات والمراكز الإسلامية والمجالس الطلابية والإعلامية.
وتمتلك الإخوان مؤسسات مثل اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، ومجلس مسلمي أوروبا، اللذين يشكلان مظلة سياسية ودعوية ومالية معقدة تعمل على نشر أفكار الجماعة تحت غطاء العمل الخيري والديني.
وأكدت المصادر، أنه مع مرور الوقت شهد المزاج الأوروبي العام تغيّرًا كبيرًا، مع تزايد العمليات الإرهابية للإخوان، واتساع مخاوف صعود التطرف، وظهور تقارير رسمية تكشف عن علاقات خفية بين أذرع الإخوان والتنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ما هي دوافع الموقف الأوروبي الجديد؟
وأوضحت المصادر، أن أسباب التحول الأوروبي نحو تشديد التعامل مع جماعة الإخوان هو التهديد الأمني المباشر والتي كشفتها تقارير أجهزة الاستخبارات الأوروبية أن شبكات تابعة للإخوان تقوم بتمويل أو توفير غطاء ديني لأفراد متطرفين في أوروبا.
وذكرت المصادر، أن التحقيقات البرلمانية في فرنسا وألمانيا أثبتت أن الجماعة تسعى للتغلغل في المؤسسات التعليمية والجمعيات الاجتماعية لكسب نفوذ سياسي على المدى الطويل.
كما أكدت أن صعود اليمين الأوروبي المعادي للإسلام السياسي دفع الحكومات إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددًا لتجنب خسارة الناخبين، خصوصًا في فرنسا وألمانيا وهولندا.
ما هي مؤشرات التحرك الأوروبي؟
وكشفت مصادر، أنه خلال الشهور الماضية، بدأت سلسلة من الإجراءات تشير إلى تصعيد فعلي ضد الإخوان حيث أعلنت وزارة الداخلية في ألمانيا مراقبة منظمات مرتبطة بالإخوان، ووصفتها بأنها تعمل على تقويض النظام الديمقراطي.
وفي فرنسا أقرت قانون مكافحة الانفصالية الذي يهدف إلى مواجهة الجماعات التي ترفض قيم الجمهورية، ومن ضمنها الإخوان.
وفي النمسا حظرت رموز وشعارات الجماعة واعتبرتها ضمن “الكيانات المتطرفة”، وفي السويد وبلجيكا فتحتا تحقيقات في أنشطة جمعيات إسلامية تلقت تمويلات من الخارج عبر قنوات يشتبه بارتباطها بالإخوان.
ما هي الأبعاد الأمنية والسياسية للتحول الأوروبي؟
وقالت المصادر: إن تبني الاتحاد الأوروبي موقفًا أكثر صرامة ضد شبكات الإخوان الإرهابية لا يقتصر على البعد الأمني فقط، بل يحمل رسائل سياسية واضحة إلى الداخل والخارج ، حيث يسعى إلى طمأنة الرأي العام الأوروبي بأن الحكومات تتحرك لحماية القيم الجمهورية من الاختراق الأيديولوجي و يبعث برسالة إلى الحلفاء العرب بأن أوروبا لم تعد ملاذًا آمنًا للإخوان، وأنها تدعم جهود مكافحة التطرف العابر للحدود.

