ذات صلة

جمع

من طوكيو إلى بكين.. اتفاق ترامب يعيد رسم التوازن الآسيوي

في خطوة لافتة على طريق إعادة تشكيل النفوذ في...

الخط الأحمر.. ما هي خارطة الطريق الدبلوماسية لإنهاء التوتر وتجنيب بيروت نموذج غزة؟

تتجه الأنظار إلى الدبلوماسية الدولية بحثًا عن خارطة طريق...

الملكة رانيا: ترامب كسر الصمت الأمريكي وضغط فعليًا على إسرائيل

في تصريح يعكس تحوّلاً في النظرة العربية للدور الأمريكي...

الملكة رانيا: ترامب كسر الصمت الأمريكي وضغط فعليًا على إسرائيل

في تصريح يعكس تحوّلاً في النظرة العربية للدور الأمريكي في الشرق الأوسط، أشادت الملكة رانيا العبدالله بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”، مؤكدة أنه أول رئيس أمريكي يمارس ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل منذ عقود.

وفي مقابلة مع برنامج “بانوراما” على قناة “بي بي سي”، أوضحت الملكة أن ترامب استخدم أدوات النفوذ الأمريكي السياسية والعسكرية والمالية للتأثير المباشر على القرار الإسرائيلي، في خطوة وصفتها بأنها “نادرة في السياسة الأمريكية تجاه تل أبيب”.

من التوبيخ إلى الفعل السياسي

قالت الملكة رانيا: إن الرؤساء الأمريكيين السابقين اعتادوا الاكتفاء بتصريحات نقدية أو تحذيرات رمزية لإسرائيل، دون اتخاذ إجراءات حقيقية للحد من تجاوزاتها، بينما اختار ترامب اتباع نهج مختلف يعتمد على الضغط الملموس وليس المجاملة الدبلوماسية.
وأضافت: أن نجاحه في إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالموافقة على وقف إطلاق النار، يعكس قدرة واشنطن — عندما تريد — على توظيف ثقلها لإنقاذ الأرواح وإعادة فتح قنوات التهدئة.
وأكدت أن هذا التحرك، رغم الجدل المحيط بشخصية ترامب، مثّل لحظة فارقة في مسار الوساطة الأمريكية التي ظلت طويلاً أقرب إلى الانحياز التام لإسرائيل منها إلى دور الوسيط النزيه.

السلام ممكن.. لكنه يحتاج دعمًا دوليًا حقيقيًا

وفي ردها على سؤال حول إمكانية تحقيق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، عبّرت الملكة رانيا عن إيمانها العميق بإمكانية التعايش بين الشعبين، رغم ما وصفته بـ”العداء والغضب واليأس المتبادل” الذي تراكم عبر السنوات.
وشددت على أن الأوضاع الحالية لا تسمح للطرفين بالتوصل إلى تسوية بمفردهما، مشيرة إلى أن دور المجتمع الدولي أصبح أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى للضغط نحو حلول عادلة تحفظ الحقوق الفلسطينية وتضمن الأمن للجميع.
وأكدت، أن أي سلام دائم يجب أن يقوم على الاعتراف الكامل بحق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، محذّرة من أن تجاهل هذا الأساس سيُبقي الصراع مفتوحًا إلى أجل غير مسمى.

انتقاد دولي صريح وصوت إنساني قوي

وفي لهجة إنسانية مؤثرة، انتقدت الملكة رانيا عجز المجتمع الدولي عن وقف الحرب والمعاناة المستمرة منذ عامين، ووصفت المشهد الإنساني في غزة بأنه “كابوس حقيقي” للعائلات التي تشاهد أبناءها يتضورون جوعًا ويرتجفون رعبًا وسط أنقاض المنازل وصمت العالم.
وقالت: إن مشاهد الأطفال الجرحى والأمهات المفجوعات يجب أن تهز ضمير الإنسانية، داعية إلى تحرك عاجل يتجاوز البيانات والتصريحات.
وأضافت: “العالم يشاهد، لكن لا يفعل شيئًا، وهذا هو أكثر ما يؤلم”، مؤكدة أن السكوت الدولي لم يعد مقبولاً في ظل ما يجري من انتهاكات ومعاناة.