ذات صلة

جمع

مزاج يميني متصاعد.. استطلاع يكشف تأييدًا متزايدًا لضمّ الضفة والليكود يحافظ على الصدارة

في مؤشر جديد على التحول اليميني داخل المجتمع الإسرائيلي، أظهر استطلاع للرأي أجرته هيئة البث الإسرائيلية “كان 11″، أن نحو 36% من الإسرائيليين يؤيدون ضمّ الضفة الغربية المحتلة، فيما تُسميه حكومة الاحتلال “فرض السيادة”، وهو مصطلح يعكس توجهات سياسية تتجاوز حدود التسوية وتستهدف تكريس الاحتلال كأمر واقع.

ويُظهر هذا التأييد، الذي تجاوز ثلث المستطلعين، ميلاً متزايدًا لدى الرأي العام الإسرائيلي نحو اليمين القومي والديني، في ظل استمرار العمليات العسكرية في غزة وتصاعد التوتر في الضفة الغربية، ما يعزز حضور فكرة السيطرة الدائمة على الأراضي الفلسطينية.

الليكود يتصدر المشهد الانتخابي رغم الأزمات

وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما يزال يحتفظ بالصدارة في حال إجراء انتخابات مبكرة، بحصوله على 27 مقعدًا، متقدمًا على حزب نفتالي بينيت الذي جاء في المرتبة الثانية بـ21 مقعدًا.

أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب حزب “الديمقراطيون” بزعامة يائير غولان بحصوله على 11 مقعدًا، في حين حصل “ييش عتيد” و”شاس” على 10 مقاعد لكل منهما، وتذيل حزب “يسرائيل بيتينو” الترتيب بـ9 مقاعد.

ورغم الأزمات السياسية التي تحيط بنتنياهو، لا سيما القضايا القضائية والانتقادات بشأن إدارة الحرب في غزة، إلا أن اليمين ما زال متقدمًا في المزاج الشعبي الإسرائيلي، مدعومًا بخطاب الأمن والردع وتوسيع السيطرة الجغرافية.

نصف الإسرائيليين يرون دولتهم “تابعة لأمريكا”

وفي جانب آخر من الاستطلاع، كشف أن 48% من المشاركين يعتقدون أن إسرائيل باتت دولة تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، مقابل 29% رفضوا هذا الطرح، فيما فضّل 23% عدم الإجابة.

وتعكس هذه النتيجة تنامي الشعور بفقدان الاستقلالية السياسية أمام النفوذ الأمريكي، خصوصًا بعد الضغوط التي تمارسها واشنطن على تل أبيب بشأن إدارة الحرب في غزة، وتجنّب التصعيد مع إيران وحزب الله.

ويرى محللون، أن هذه الأرقام تشير إلى انقسام داخلي عميق حول علاقة إسرائيل بحليفتها الاستراتيجية، بين من يرى الدعم الأمريكي ضمانة لأمن الدولة العبرية، ومن يعتبره قيدًا على القرار الوطني الإسرائيلي.

خريطة سياسية يمينية ومشهد انتخابي مضطرب

تكشف نتائج الاستطلاع عن استمرار صعود التيارات اليمينية والقومية المتشددة على حساب الأحزاب الوسطية واليسارية، التي تعاني من تراجع حاد في شعبيتها منذ اندلاع الحرب الأخيرة في غزة.

ويبدو أن المزاج العام في إسرائيل يميل نحو الخطاب الأمني المتشدد، ما ينعكس في دعم ضمّ الضفة الغربية، وتأييد السياسات التي ترفض أي تسوية قريبة مع الفلسطينيين.

ورغم استمرار الاستقطاب الداخلي، فإن هيمنة الليكود على رأس استطلاعات الرأي تشير إلى أن نتنياهو ما زال يمتلك قاعدة صلبة من المؤيدين، مستفيدًا من الخوف الشعبي من التهديدات الإقليمية ومن غياب بديل قوي قادر على توحيد المعارضة.

اتجاهات جديدة ومخاوف قديمة

يأتي هذا الاستطلاع في وقت يشهد فيه المشهد الإسرائيلي تحولات سياسية واجتماعية عميقة، إذ يبدو أن اليمين المتشدد يفرض إيقاعه على الرأي العام أكثر من أي وقت مضى.

وبينما تتصاعد الأصوات المطالبة بضمّ الضفة الغربية، تبقى فرص التسوية السلمية تتراجع بسرعة، في ظل واقع سياسي يغلب عليه التطرف والانقسام، ما يجعل من حل الدولتين هدفًا يبتعد أكثر فأكثر عن متناول الدبلوماسية الدولية.