ذات صلة

جمع

تفكيك خلية حماس في برلين.. أوروبا تواجه الخطر الإخواني المتخفي تحت عباءة الدين

في خطوة تعكس تصاعد القلق الأوروبي من تمدد التنظيمات...

غزة على أعتاب الهدوء.. العالم يترقب سريان اتفاق وقف إطلاق النار

بعد شهور من المعارك المتصاعدة والمفاوضات المعقدة، دخلت الأزمة...

إلى أي مدى يعيق حزب الله الإصلاحات السياسية والاقتصادية في لبنان؟

منذ تأسيس حزب الله في لبنان، سعى الحزب إلى...

تفكيك خلية حماس في برلين.. أوروبا تواجه الخطر الإخواني المتخفي تحت عباءة الدين

في خطوة تعكس تصاعد القلق الأوروبي من تمدد التنظيمات الإرهابية، أعلنت النيابة الفيدرالية الألمانية عن توقيف ثلاثة أشخاص في برلين يشتبه بانتمائهم إلى حركة “حماس” الإرهابية، بعد ضبط أسلحة وذخائر بحوزتهم كان يُخطط لاستخدامها في تنفيذ هجمات ضد مؤسسات إسرائيلية ويهودية داخل الأراضي الألمانية.

كشفت التحقيقات الأولية أن الموقوفين، اثنان يحملان الجنسية الألمانية وآخر من أصل لبناني، كانوا يعملون منذ صيف 2025 على جمع الأسلحة لصالح “حماس”، في إطار خلية نائمة مرتبطة بامتدادات التنظيم داخل أوروبا.

هذا التطور الأمني، وفقًا لمراقبين، يعيد إلى الواجهة العلاقة الأيديولوجية والتنظيمية التي تجمع حركة “حماس” بتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، والتي تمثل العمود الفقري لمثل هذه الخلايا المتطرفة في الغرب.

حماس والإخوان.. ارتباط أيديولوجي وتنظيمي

لا يمكن فهم نشاط “حماس” خارج الإطار الإخواني الذي تأسست عليه، فالميثاق التأسيسي للحركة الصادر عام 1988 يؤكد صراحة أن “حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين”، ما يعني أن “حماس” ليست سوى امتداد مباشر للتنظيم الأم الذي يتخذ من الدين ستارًا لأهداف سياسية وأمنية.

منذ انطلاقتها خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، تبنت “حماس” منهج الإخوان القائم على فكرة “الجهاد المستمر” ورفض التسويات السياسية، وهو الفكر ذاته الذي غذّى جماعات العنف عبر الشرق الأوسط وأوروبا.
ومع انتقال عدد من عناصر الإخوان إلى القارة الأوروبية خلال العقود الماضية، ونجاحهم في تأسيس واجهات دينية ومراكز ثقافية، باتت هذه المؤسسات منصات لنشر التطرف وتهيئة بيئة حاضنة للعمليات الإرهابية.

خطاب الكراهية.. وقود الإرهاب في أوروبا

تشير التطورات الأخيرة في برلين إلى أن الخطاب الديني المتطرف الذي يروّجه تنظيم الإخوان الإرهابي يظل المحرك الأساسي لتكوين مثل هذه الخلايا.
فمن خلال السيطرة على المساجد والجمعيات الإسلامية في أوروبا، يسعى الإخوان إلى فرض رؤيتهم المتشددة للعقيدة، وتعبئة جيل جديد من المتأثرين بأيديولوجيتهم العنيفة، بما في ذلك تبرير استهداف المدنيين والمؤسسات اليهودية والإسرائيلية.
هذا النهج التحريضي لا يقتصر على الخطب الدينية، بل يمتد عبر شبكات إعلامية ومنصات رقمية تُدار من الخارج، تروّج للكراهية وتعمل على تصوير الغرب كعدو دائم للإسلام، في محاولة لتجنيد عناصر جديدة أو تغذية العنف الفردي المعروف بـ”الذئاب المنفردة”.

برلين بين دعم إسرائيل ومواجهة التطرف

تُعد ألمانيا من أبرز داعمي إسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي، وقد عبّر المستشار فريدريش ميرتس مؤخرًا عن التزام بلاده بضمان “حياة آمنة وكريمة لليهود في كل أنحاء ألمانيا”، غير أن تمدد الخلايا الإخوانية وارتباطها بحركات مسلحة مثل “حماس” يضع برلين أمام تحدٍّ مزدوج: مواجهة الإرهاب من جهة، وحماية التعايش المجتمعي من جهة أخرى.

الاعتقالات الأخيرة تمثل إنذارًا جديدًا لأوروبا، بأن التساهل مع نشاط الجماعات الإخوانية تحت ستار العمل الديني أو الخيري لم يعد ممكنًا، فالفكر الذي يُنتج الإرهاب في غزة أو لبنان هو نفسه الذي يُغذّي خلايا العنف في برلين وباريس وبروكسل.

spot_img