تشهد الساحة الإسرائيلية حالة من الترقب الحذر مع اقتراب انطلاق مفاوضات تبادل الأسرى التي تستضيفها القاهرة خلال الأيام المقبلة، بمشاركة مباشرة من المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
يأتي ذلك وسط تقديرات داخل تل أبيب بأن الساعات القادمة قد تحمل تطورات مصيرية على الصعيدين الأمني والسياسي، خصوصًا مع ما تحمله المفاوضات من أبعاد دراماتيكية قد تحدد شكل المرحلة المقبلة في الحرب على غزة.
ضغوط أمريكية ومناورة إسرائيلية
التحرك الأمريكي المباشر عبر خطة الرئيس ترامب لإطلاق سراح الرهائن، وضع إسرائيل في موقف لا يخلو من الحرج، فبينما ما تزال الحكومة الإسرائيلية غير راضية عن مواقف حركة حماس، إلا أنها وجدت نفسها مضطرة للانصياع للتعليمات الأمريكية والدخول في مسار تفاوضي سريع.
وتؤكد المصادر، أن نتنياهو عقد اجتماعًا عاجلاً مع عدد محدود من وزرائه وكبار المسؤولين العسكريين، خلص إلى تجهيز الوفد المفاوض للانتقال إلى القاهرة فور تلقي الضوء الأخضر.
تفاصيل الصفقة المحتملة
تشير التسريبات إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق ستشمل الإفراج عن 48 رهينة إسرائيليًا، بينهم 20 أحياء و28 جثة، خلال فترة لا تتجاوز 72 ساعة من لحظة التوصل إلى التفاهم.
في المقابل، تستعد إسرائيل للإفراج عن 250 أسيرًا فلسطينيًا من ذوي الأحكام المؤبدة، إضافة إلى 1700 معتقل آخر من غزة تم احتجازهم بعد اندلاع الحرب الأخيرة.
ومن المقرر أن تتزامن هذه العملية مع وقف مؤقت للعمليات العسكرية الإسرائيلية داخل القطاع، في خطوة تمهيدية لاستكمال المراحل التالية من الصفقة.
القاهرة مركز الثقل الجديد
اختيار العاصمة المصرية لاستضافة المفاوضات لم يكن صدفة، إذ تؤكد مصادر دبلوماسية، أن القاهرة عادت لتلعب دور الوسيط الأكثر فاعلية في أزمات المنطقة، بما يملكه جهازها الدبلوماسي والأمني من خبرة طويلة في إدارة ملفات حساسة كهذا الملف.
وبذلك تتحول مصر إلى ساحة رئيسية يتقاطع فيها النفوذ الأمريكي مع حسابات الأطراف الإقليمية، فيما تنظر إسرائيل بقلق إلى قدرة القاهرة على التأثير على مسار التفاوض لصالح الفلسطينيين.
أسبوع دراماتيكي في الانتظار
مصادر إسرائيلية وصفت الأيام المقبلة بأنها “أسبوع دراماتيكي”، حيث من المتوقع أن تبدأ المفاوضات بتنسيق فني يتعلق بآليات الإفراج عن الرهائن والجدول الزمني للعملية، على أن تتبعها محادثات جوهرية حول ملفات أوسع، من بينها انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق محددة في غزة، وصياغة خرائط جديدة للوجود العسكري.
وتشير التقديرات، أن أي تعثر في الصفقة سيمنح إسرائيل المبرر لمواصلة التصعيد العسكري، ما يجعل من عنصر الوقت عاملاً ضاغطًا على جميع الأطراف.