ذات صلة

جمع

سقوط قيادات بارزة من القاعدة في اليمن خلال 2025

شهد عام 2025 واحدةً من أقسى الضربات التي وُجّهت...

إيران تُصعد أمنيًا.. إعدام 6 بتهمة العمالة لإسرائيل

في خطوة وصفت بأنها رسالة واضحة للداخل والخارج، أعلنت...

ليلة النار: روسيا تشن أوسع هجوم على الغاز الأوكراني منذ بدء الحرب

تحولت سماء أوكرانيا إلى ساحة نيران كثيفة ليلة الجمعة،...

إيران تنفي تجميد أصولها في تركيا وسط تصعيد العقوبات الدولية

تتسارع وتيرة الضغوط الدولية على إيران مع عودة العقوبات...

خطة ترامب بين الضغط العسكري والمساومات السياسية: غزة أمام لحظة مفصلية

في خضم التصعيد المستمر في غزة، طُرحت خطة الرئيس...

سقوط قيادات بارزة من القاعدة في اليمن خلال 2025

شهد عام 2025 واحدةً من أقسى الضربات التي وُجّهت إلى تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب”، حيث خسر التنظيم عددًا من أبرز قياداته الميدانية والشرعية، في سلسلة من العمليات المتتابعة امتدت من يناير حتى سبتمبر.

هذه الضربات، التي تنوّعت بين غارات جوية واغتيالات مباشرة واشتباكات مسلّحة، كشفت عن هشاشة البنية الداخلية للتنظيم، وأظهرت حجم التحديات التي يواجهها في محاولته البقاء داخل الساحة اليمنية.

الطائرات المسيّرة.. السلاح الأبرز

أثبتت الطائرات المسيّرة، خصوصًا الأمريكية، أنها الأداة الأكثر فاعلية في استهداف “القاعدة”، إذ نفّذت عشرات الغارات في محافظتَي أبين وشبوة، وأسفرت عن مقتل قيادات بارزة كان لبعضهم تاريخ طويل في العمليات الخارجية للتنظيم.

ومن أبرز هؤلاء قادة مسؤولون عن التخطيط لعمليات اغتيال وتفجيرات ضد قوات الأمن اليمنية، إضافةً إلى قيادات شغلت مواقع حساسة في اللجنة العسكرية ومجالس الشورى الخاصة بالتنظيم.

اغتيالات غامضة وعبوات ناسفة

لم تقتصر خسائر “القاعدة” على الغارات الجوية؛ إذ شهدت مناطق متفرقة مثل مأرب والمهرة عمليات اغتيال بالرصاص استهدفت ثلاثة من قياداته.
وقد نُفّذت بعض هذه العمليات على يد مسلحين مجهولين في ظروف غامضة، فيما سقط آخرون جرّاء عبوات ناسفة زُرعت على الطرقات.

وتعكس هذه الحوادث وجود أطراف متعددة تسعى إلى تقليص نفوذ التنظيم، سواء من داخل اليمن أو بدعم خارجي.

معارك مباشرة على الأرض

في مواجهة أخرى، تمكنت القوات الجنوبية من القضاء على قيادي بارز خلال اشتباكات في شبوة، في دلالة على أن المواجهة مع “القاعدة” لم تعد تقتصر على الضربات الجوية فقط، بل تشمل أيضًا عمليات عسكرية ميدانية.

ورغم تراجع قدراته، لا يزال التنظيم يحاول استغلال الطبيعة الجغرافية الوعرة في مناطق أبين وشبوة والبيضاء، التي طالما شكّلت ملاذًا لعناصره.

خريطة الخسائر

توزعت الضربات بشكل لافت؛ إذ تصدّرت محافظة أبين المشهد بعدد كبير من القتلى، تلتها شبوة التي شكّلت ساحة أساسية للمواجهات، ثم مأرب التي شهدت اغتيالات لقيادات مؤثرة، وأخيرًا المهرة التي فقد فيها التنظيم أحد أبرز رموزه المعروف بلقب “الصندوق الأسود”.

ويعكس هذا التوزيع الجغرافي محاولات التنظيم الحفاظ على انتشاره، رغم الضغوط المتزايدة عليه.

ويرى محللون أن سقوط نحو 14 قياديًا و10 عناصر آخرين في أقل من تسعة أشهر يمثل ضربة استراتيجية قاصمة للتنظيم، الذي يعاني أصلًا من انقسامات داخلية وضعف في التمويل.

وتؤكد هذه التطورات أن “القاعدة في جزيرة العرب” يعيش مرحلة تراجع غير مسبوقة منذ تأسيسه، في ظل استمرار الضغوط العسكرية والاستخباراتية ضده.

مستقبل التنظيم بعد الضربات

على الرغم من هذه الضربات، لا يُتوقّع أن يختفي التنظيم بشكل كامل في المدى القريب، إذ لا يزال قادرًا على شنّ هجمات مباغتة مستفيدًا من حالة الفوضى الأمنية في اليمن.

غير أن فقدانه عددًا كبيرًا من القادة المخضرمين سيُصعّب مهمته في إعادة تنظيم صفوفه أو التخطيط لعمليات واسعة النطاق خارج الحدود.