في ظل تصاعد التوتر الإقليمي وتنامي نفوذ جماعة الحوثي المدعومة من إيران، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن إنشاء وحدتين استخباريتين جديدتين في جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلي، مخصصتين لمتابعة نشاط الحوثيين في اليمن. هذه الخطوة تعكس تحول الجماعة اليمنية إلى ملف أمني يحظى بأولوية متقدمة لدى تل أبيب، بعد أن كان التركيز الأساسي ينصب على إيران وحزب الله.
وحدات جديدة لمراقبة الحوثيين
بحسب الصحيفة، تم تشكيل وحدتين تضم عشرات المحللين المتخصصين في جمع المعلومات وتحليل تحركات الحوثيين. وتركز مهامهما على تحديد مراكز القيادة ومنشآت التصنيع العسكري، تمهيداً لاستهدافها إذا اقتضت الضرورة.
تهديد استراتيجي ووجودي
التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية تحذر من أن استمرار الحوثيين في تعزيز قدراتهم العسكرية قد يجعلهم تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، على غرار حزب الله في لبنان. مسؤولون عسكريون أكدوا أن تل أبيب لا ترغب في الوصول إلى مرحلة يمتلك فيها الحوثيون آلاف الصواريخ الدقيقة، وهو سيناريو مشابه لتجربة إيران في السنوات الماضية.
تطور القدرات بدعم إيراني
التقرير أشار إلى أن الحوثيين حققوا قفزة نوعية في قدراتهم، شملت تصنيع طائرات مسيّرة بعيدة المدى وصواريخ دقيقة، بدعم مباشر من خبراء إيرانيين. كما عمدت الجماعة إلى بناء منشآت تحت الأرض للتصنيع والتخزين، على غرار النموذج الذي اعتمده حزب الله في جنوب لبنان.
برنامج تدريبي باسم “عاصفة الأقصى”
في خطوة اعتُبرت لافتة، أطلق الحوثيون برنامجًا تدريبيًا واسعًاوتحت اسم “عاصفة الأقصى”، يهدف إلى تأهيل آلاف المقاتلين استعدادًا لشن عمليات هجومية ضد إسرائيل. البرنامج مستلهم من عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس عام 2023، وتشمل السيناريوهات المطروحة محاولات للتوغل عبر الحدود الأردنية أو السورية.
أولويات استخباراتية جديدة
تزايد نشاط الحوثيين دفع إسرائيل إلى إعادة النظر في أولوياتها الأمنية، حيث باتت الجماعة اليمنية جزءًا من معادلة التهديد المباشر. هذا التطور يجبر تل أبيب على توزيع مواردها العسكرية والاستخبارية على أكثر من جبهة، في وقت يشهد الإقليم توترات متصاعدة.
سياق إقليمي متوتر
مراقبون يرون أن القلق الإسرائيلي من الحوثيين يرتبط بسلسلة هجمات استهدفت الملاحة الدولية في البحر الأحمر حديثًا، إلى جانب الدعم الإيراني المتواصل للجماعة. وهو ما قد يجعل الحوثيين لاعبًا محوريًا في معادلة الضغط على إسرائيل، إلى جانب حزب الله وحركة حماس.